دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الصحابة في غزوة أحد

الدكروري يكتب عن الصحابة في غزوة أحد
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن برغم كل ما حدث في بيت أبي طلحة في غزوة أحد من قتل ستة رجال من بيت واحد، فقد خرج من بني عبد الدار رجل آخر هو أرطأة بن شرحبيل، فقتله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم خرج شريح بن قارظ فقتله غلام أنصاري اسمه قزمان، ثم خرج عمرو بن عبد مناف فقتله أيضا قزمان، فخرج ابن شرحبيل بن هاشم، فقتله أيضا قزمان، وقد قاتل قزمان في ذلك اليوم قتالا شديدا، وقتل يومئذ عشرة من بني عبد الدار، وكلما قتل واحدا منهم تسلم الراية رجلا آخر لأنهم تعاهدوا مع أبي سفيان أن لا يتخلوا أبدا عن الراية وصدقوا في عهدهم مع أبي سفيان، ثم خرج مولى لبني عبد الدار وكان اسمه صواب من الحبشة وقاتل قتالا أشد من السابقين جميعا قاتل حتى قطعت يده الأولى، ثم الثانية، ثم قطعت رأسه وهو يحمل الراية حتى سقط .

وبسقوط هذا الغلام الحادي عشر، سقطت الراية المشركة ولم ترفع بعد ذلك، واحتدم القتال بين الفريقين وكان شعار المسلمين في هذا اليوم أمت أَمت وكانت بداية قوية بالنسبة للمسلمين فقد سقط إحدى عشر قتيلا من المشركين مقابل لا شيء من المسلمين فكان النصر في البداية حليف المسلمين وانهارت معنويات الكفار، وارتفعت معنويات المسلمين إلى أعلى درجة، وبدأ يسيطر المسلمون على الموقف وقاتلوا بقوة وبضراوة شديدة، وكان من أبرز المقاتلين في ذلك الوقت هو الصحابى الجليل أبو دجانة وحمزة بن عبد المطلب، ولقد فعلا الأفاعيل بجيش المشركين، وأبو دجانة هو الذي أخذ السيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من يأخذ هذا بحقه” وربط على رأسه عصابة حمراء وقالت الأنصار أخرج أبو دجانة عصابة الموت.

وجال في الأرض وقتل كثيرا من المشركين، وكان الزبير بن العوام يجد في نفسه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى السيف لأبي دجانة ولم يعطه له هو قال الزبير في نفسه أنا ابن صفية عمته، ومن قريش وقد قمت إليه فسألته السيف قبل أبي دجانة فأعطاه له وتركني والله لأنظرن ما يصنع فاتبعته فرأيته وهو يقول أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل، أن لا أقوم الدهر في الكيول، أضرب بسيف الله والرسول، فيقول الزبير بن العوام فجعل لا يلقى أحد من المشركين إلا قتله، وكان في المشركين رجل يقتل كل جريح مسلم، فيقول الزبير فدعوت الله أن يجمع بينه وبين أبي دجانة، مع أن الزبير من كبار الفارسين، فاجتمعا فضرب ضربتين فضرب المشرك أبا دجانة، فاتقاه بدرقته أي بدرعه فعضت بسيفه، فضربه أبو دجانة فقتله.

واخترق أبو دجانة صفوف المشركين حتى وصل إلى صفوف النساء، ورأى أبو دجانة كما يقول رأيت إنسانا يخمش الناس خمشا شديدا، فصمدت له، فلما حملت عليه السيف ولول فإذا هو امرأة وكانت هند بنت عتبة فأكرمت سيف رسول الله أن أضرب به امرأة، ولقد قاتل أسد الله حمزة بن عبد المطلب قتالا شديدا كقتال أبو دجانة، وقاتل قتالا شديدا في كل الميادين لم يقف أبدا في وجهه أحد من المشركين، لكن وقف في ظهره وحشي بن حرب أحد الغلمان في جيش المشركين، ويحكي وحشي بن حرب قصته فيقول كنت غلاما لجبير بن مطعم، وكان عمه عدى قد أصيب يوم بدر فلما أجمعت قريش المسير إلى أحد قال لي جبير إنك إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق، قال فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئا،

فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس هدا ما يقوم له شيء، يقول وحشي فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته أي في أحشائه، حتى خرجت من بين رجليه وذهب لينوء نحوي فغلب، وكان يريد قتل وحشي، ويقول وحشي فتركته حتى مات، فأخذت حربتي فذهبت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة وإنما قتلته لأعتق فلما قدمت مكة عتقت، وحلت الكارثة على جيش المسلمين بقتل حمزة أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع قتل حمزة بن عبد المطلب، وبرغم الخسارة الفادحة التي خسرها المسلمون ظل المسلمون مسيطرون على الموقف تماما في أرض أحد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock