أخبار مصر

الدكروري يكتب عن ظل الإيمان وظل الحق

الدكروري يكتب عن ظل الإيمان وظل الحق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 9 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، لقد اتسمت شريعتنا الاسلامية باليسر والسماحة في المعاملات، حيث أنها رفعت الحرج وأيضا المشقة بين جميع الناس في البيع والشراء، وان السماحة اثناء البيع تتطلب بأن الشخص الذي يقوم بالبيع لا يكون مغاليا في ربحه، كما أنه لا يكون محتكرا في سلعته، وكذلك لا يكون مخففا لوزنه، وان لا يكون مستغلا لازمات الناس، أما بالنسبة للمشتري فلابد وان يكون سهلا سمحا مع البائع، وان لا يبخس الناس أشياءهم، وبالنسبة للسماحة في الإقتضاء وهو أن يطلب الشخص حقه بلين ويسر وسماحة، وان السماحة في المعاملات من أهم أسباب النجاة من النار يوم القيامة.

وكما قام بوضع وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم وأيضا شواهد وادلة خاصة بيسر الرسول صلي الله عليه وسلم لأمته، وإن التيسير من المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، ولعل من أسباب هذا التيسير هو ما اختص الله تعالى به هذه الأمة دون غيرها من خصائص، ومن أهمها كونها الأمة الخاتمة التي بها خُتمت الأمم ومن ثم فليس هناك مجال للاستدراك على أحكامها إذن تُمثل الأمة الإسلامية مرحلة الرشد في تاريخ البشرية، والتي ببلوغها كمل الدين وتمت النعمة، وبموته صلى الله عليه وسلم انقطع الحبل الواصل بين السماء والأرض من النبوة المباركة، وإن للحق والإيمان والتوحيد حقيقة متى تجسمت في المشاعر أخذت طريقها، فاستعلنت ليراها الناس في صورتها الواقعية، فأما إذا ظل الإيمان مظهرا لم يتجسم في القلب.

وظل الحق شعارا لا ينبع من القلب، فإن الطغيان والباطل قد يغلبان، لأنهما يملكان قوة مادية حقيقة لا مقابل لها ولا كفاء في مظهر الحق والإيمان، فإذا استقرت حقيقة الحق والإيمان فى القلب أصبحتا أقوى من حقيقة القوى المادية التي يستعلي بها الباطل، ويصول بها الطغيان, وبهذا وقف الأنبياء لكل قوة غاشمة تواجههم في الأرض، فنصر الله أولياءه، وخذل أعداءه, وتحقق وعد الله لأنبيائه ورسله وأتباعهم بالنصر على أعدائهم، فقال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الصافات ” ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا الغالبون” وإن للباطل صور وألوان وشُعب فمنها باطل الكبر، فالكبر عادة يحول دون قبول الحق، وأخطر ما يواجه الداعى إلى الله من صنوف الناس المتكبرون.

فهم شر من يدعى إلى الحق فيأباه, ودعوتهم ومعالجة كبريائهم تكون بالقول اللين، ومن ذلك دعوة نبى الله موسى لفرعون، ودعوة نوح لقومه، ودعوة شعيب لقومه، عليهم جميعا الصلاة والسلام، ومنها باطل التقليد، وهو تقليد الأبناء للآباء، والخلف للسلف فيما يعتقدون ويعملون، فهذا التقليد من أكبر الحوائل، التي تقف دون قبول المقلدين للحق ومعرفته، بل كثيرا ما يدفع المقلد إلى مناهضة الحق وأهله، ومنها باطل الحسد، فالحسد من الصوارف عن الحق، وهو أخطر من الكبر والتقليد، لأن الحاسد يحمله الحسد على الكيد للداعي والمكر به, وقد حسد اليهود النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لأنه من أولاد إسماعيل، وناصبوه العداوة، وحاولوا قتله، وسموه وسحروه، وحاربوه وألبوا عليه القبائل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock