أصابع الاتهام تتجه إلى حماس بعد النقص المفاجئ للمساعدات

يارا المصري

أفاد سكان جنوب قطاع غزة عن نقص شديد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية التي يتلقونها بشكل مباشر من المنظمات الدولية والإنسانية، وتوجه معظم الأصوات أصابع الاتهام إلى حماس، التي تدعي أن الحركة تأخذ معظم المساعدات إلى الأنفاق كمؤن لابد منها لمواصلة القتال.

يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي ذكرت فيه وكالات الأمم المتحدة أن قطاع غزة يواجه نقصا خطيرا في مواد الإغاثة بسبب العشوائية في التوزيع وغياب المواد الغذائية بشكل مفاجئ من المخازن، بالإضافة إلي قلة المساعدات الواردة إلى القطاع، وأن وضع انعدام الأمن الغذائي ينذر بالخطر والمجاعة.

وقال مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي ، إن العملية والشكل الذي يقوم بها المجتمع الدولي حاليا لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة “غير مستقرة وغير مستدامة” بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واستحواذ أفراد من أعضاء المقاومة على بعض السلع والمساعدات الإنسانية التي كان من المفترض توزيعها على سكان القطاع.

وفي اليوم نفسه، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (الأونروا) على موقعها للتواصل الاجتماعي إن الوضع الحالي في قطاع غزة يائس، لأن كمية صغيرة من المساعدات غير قادرة على تلبية احتياجات السكان المحليين، والأمر يزداد صعوبة بعد التحفظ على بعض المواد من قبل أعضاء المقاومة، وأنه من المستحيل تقديم المساعدات للسكان المحليين في ظل اشتعال نيران المعارك. ومع استمرار الصراع الحالي، من المرجح أن تتفاقم الحالة الإنسانية بشكل أكبر في قطاع غزة.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير صادر عنه يوم الخميس الماضي، إن انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة “ينذر بالخطر”. في شمال قطاع غزة، يواجه سبعة وتسعون بالمائة من السكان المحليين نقصا في الغذاء، ويعاني ثمانية وأربعون بالمائة من الجوع الشديد. وفي غضون ذلك، يواجه ثلاثة وثمانون بالمائة من السكان في جنوب قطاع غزة نقصا في الأغذية، ويعاني ثمانية وثلاثون بالمائة من السكان هناك من الجوع الحاد. هذا ودعا برنامج الأغذية العالمية إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة لتفادي وقوع كارثة إنسانية.

في سياق متصل، أجرى الرئيس الأمريكي، جو بايدن اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة آخر التطورات في غزة. وشدد في مكالمته على أهمية تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل متواصل ومستدام، وحذر من استيلاء حركة حماس على هذه المساعدات، ورحب بالقرار الإسرائيلي الأخير القاضي بضمان أن يبقى الوقود عند مستويات تلبي الاحتياجات المطلوبة، ولكنه شدد على أنه سيكون هناك حاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات في كافة المجالات.