أخبار مصر

الدكروري يكتب عن أعمال الإنسان الهادفة

الدكروري يكتب عن أعمال الإنسان الهادفة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأثنين الموافق 11 ديسمبر 2023

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة في الدارين وبعث فينا رسولا منا، يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله للعالمين رحمة وأنزل عليه الكتاب والحكمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن الحياء خلق كريم وعظيم، ولا يصدر عن المنصف به إلا العمل الطيب الذي ينفعه في حياته، وينتهي به في آخرته إلى الهناء المقيم، في جنات النعيم، ومن لم يتخذ الحياء خُلقا، تخبط في أموره، وأتى بكل قبيح في قوله وفعله، وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي مسعود عقبة بن عامر البدري رضي الله تعالى عنه.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت” وهذا يدل أوضح الدلالة، على أن شرائع الأنبياء السابقين من لدن آدم إلى خاتم النبيين، قد اتفقت على الحياء ودعت إليه لحسنه وجليل آثاره، فلم ينسخ ولم يبدل، وأمسى الأولون والآخرون فيه على منهاج واحد إلى يوم الدين، وإذا لم يكن مع المرء حياء يمنعه من اقتراف المعاصي، ويحول بينه وبين القبيح، فليفعل ما شاء تأمره به النفس الأمارة بالسوء، وفي هذا من التهديد ما فيه، كقول الله تعالى للعاصين ” اعلموا ما شئتم ” رزقنا الله الحياء، وأصلح لنا ديننا ودنيانا، وآخرتنا ومعادنا، فهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل، وإنه ينبغي علي الإنسان أن تكون أعماله كلها هادفة، فمثلا هو حين يذبح الدابة فإنه يذبحها ليأكلها.

فأصبحت أعماله هادفة لا يوجد عنده عمل عشوائى، وكما أن الدابة الميتة تجلب الأمراض، فهذا هو الشيء الآخر، وهو أنه عندما تموت الدابة، أى ماتت لعلة أو لمرض أو لجرثوم أو لتسمم، فالدابة الميتة مظنة مرض، ومظنة خطر على الإنسان، وهذه علة أخرى، ولقد أصبح الشعار السائد اليوم إلا ما رحم ربى، مصلحتي الشخصية فوق كل اعتبار، ولكن كم هو من مبدأ قاصر النظر، عديم الإحساس، أناني، هل المصلحة الشخصية تهدم كل القيم الإنسانية النبيلة والتربية الحسنة، فهذا هو الواقع وهذا هو التوجه، ولكن هل سيأتي اليوم الذي تعود به العلاقات الشخصية كما كانت منذ أربعة عقود أم تسوء؟ ومنْ المسئول عن هذا التوجه في المجتمع؟ وكيف نصحح هذا المفهوم الخاطئ؟ هل المدرسة أوالجامعة أوالمسجد أوالأندية الرياضية.

أوالحي أومكان العمل جميعا والمزيد لهم أدوار كبيرة في التثقيف والتلطيف في محاولة القضاء على العلاقة تنتهي بعد انتهاء المصلحة، فالحب والبغض من طبيعة الإنسان، ومن صفاته المتأصلة، ولن يخلو إنسان من حب أو بغض، وفي الغالب يُسير الحب والبغض النفس، فتصدر الأعمال والأقوال تبعا لهما، فالحب يورث الائتلاف والمودة، والتعاون والرحمة، فتسعد الجماعات والأمم والأفراد، وأما البغض، فيورث القطيعة والهجر، والفرقة والاختلاف والقسوة، فتفترق الجماعات والأفراد، وتفسد علاقات الأمم، ولما للحب والبغض من أثر على الأمة وضع الإسلام لهما ميزانا، وحد لهما حدودا، حتى لا يشقى الناس بين حب أعمى وبغض عقيم ، فالميزان الحق أن يكون حبك وبغضك لله، تحب المؤمنين ولو خالفوا رأيك، وتبغض الكافرين المفسدين ولو وافقوك أحيانا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock