أخبار مصر

الدكروري يكتب عن علاقة الصدقات بعلاج الأمراض

الدكروري يكتب عن علاقة الصدقات بعلاج الأمراض

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، روي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ” داووا مرضاكم بالصدقة ” ولكن هنا ما هو علاقة الصدقات بعلاج الأمراض؟ وإن الجواب هو أن علاج الأمراض له صلة وثيقة بالعقيدة وحسن التوكل على الله تعالي حيث يقول سبحانه عن إبراهيم عليه السلام ” وإذا مرضت فهو يشفين ” أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره، بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه، والقرآن كما أخبر الرحمن علاج لأهل الإيمان إذا صدق القلب وانشرح الصدر بالقبول والإذعان فقال تعالى ” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين”

وقال ابن القيم فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعَه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبدا ” وها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتدي إليها عقول أكابر الأطباء ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية وقوة القلب واعتماده على الله والتوكل عليه والالتجاء إليه والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلل له والصدقة والدعاء والتوبة والاستغفار والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها.

فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه، وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أمورا كثيرة ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية، ولقد وضح لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إلى حقيقة هذه الدنيا حتى لا يغتر الإنسان بوجوده فيها، وبيّن ربنا تبارك وتعالى أن هذه الحياة الدنيا دار اختبار وابتلاء من الله عز وجل، وقال أبو الدرداء “من هوان الدنيا على الله أنه لا يُعصى إلا فيها” وبعد هذا، هل يغفل الإنسان عن حقيقة الدنيا ويغتر بها؟ وإن غاية العبادة هي شكر المولى سبحانه وتعالى، ولا يشكر الله من لا يرضى بمواهبه وأحكامه، وصنعه وتدبيره، وأخذه وعطائه، فالشاكر أنعم الناس بالا، وأحسنهم حالا، وأن الرضا فيه محاربة لليأس فالذي لا يرضى بما قدره الله عليه.

ربما يصيبه اليأس والقنوط، فإذا أصيب ببليّة ظن أنها قاصمة لظهره، فاليأس سُمّ قاتل، وسجن مظلم، يصد النفس عن الخير، ولا يزال بالإنسان حتى يهلكه أو ينغص عليه حياته،أما الراضي بقضاء الله تعالى فاليأس ليس في قاموسه، ولا تراه إلا متفائلا في جميع أحواله، منتظرا الفرج من ربه، وهكذا فإن الإسلام دين السعادة والطمأنينة، فالإسلام حينما أمرنا بفعل الأوامر والطاعات ونهانا عن النواهي والمحرمات، فلا شك أن لذلك معنى ومغزى هاما وحكمة جليلة ألا وهي سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، والسعاده هى شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock