مقالات

الدكروري يكتب عن صاحب كتابة الدرج والدست بدمشق

الدكروري يكتب عن صاحب كتابة الدرج والدست بدمشق
بقلم / محمـــد الدكـــروري  
ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن أهل العلم والعلماء والأدباء والشعراء، وأئمة الإسلام والمسلمين، والذي كان من بينهم الإمام الصفدي وهو صلاح الدين الصفدي، وتولى الصفدي الكثير من الوظائف الإدارية والمالية في القاهرة ودمشق وصفد وحلب والرحبة، ومن هذه الوظائف هي كتابة الدرج بصفد ثم بالقاهرة، وهي تتمثل بقراءة
المكاتبات على الناس وكتابة الأجوبة، وما يجري مجرى ذلك، وكتابة الدست بدمشق، وكتاب الدست هم الذين يجلسون مع كاتب السر بمجلس السلطان بدار العدل في المواكب، على ترتيب منازلهم بالقدمة، ويقرؤون القصص على السلطان بعد قراءة كاتب السر، وسُمُوا كتاب الدست إضافة إلى دست السلطان، وهو مرتبة جلوسهم للكتابة بين يديه. 
وأيضا كتابة السر بحلب والرحبة، وتتمثل بقراءة الكتب الواردة على السلطان وكتابة أجوبتها، وأخذ خط السلطان عليها، والجلوس لقراءة القصص بدار العدل والتوقيع عليها وكالة بيت المال في دمشق، وتتمثل بالتحدث فيما يتعلق بمبيعات بيت المال ومشترياته من أراضٍ وآدر والمعاقدة على ذلك، وقال ابن تغري بردي وشعر الشيخ صلاح الدين المذكور كثير، وفضله غزير، وهو شاعر مُجيد، على أن جيده يزيد على رديئه، ولولا أنه كان ضنينا بنفسه، راضيا بشعره، لكان يندر له الرديء، ويكثر منه الجيد، لكن رأيت من نظمه بخطه عندما يعارض بعض من تقدمه من مجيدي الشعراء في معنى من المعاني اللطيفة، فيأخذ ذلك المعنى أو النكتة، فينظمها في بيتين، ويجيد فيهما بحسب الحال.
ثم ينظم أيضا في ذلك المعنى بعينه بيتين أخر، ثم بيتين ثم بيتين، ولا يزال ينظم في ذلك المعنى وهو يقول وقلت أنا، إلى أن يمله النظر، وتسأمه النفس، ويمجه السمع، فلو ترك ذلك، وتحرى في قريضه لكان من الشعراء المجيدين، لما يظهر لي من قوة شعره، وحُسن اختراعه، وكما قال الشوكاني ونظمه مشهور، قد أودع منه في شرح لامية العجم، وغيرها ما يُعرف به مقداره، ثم قال وكان يختلس معاني شعر شيخه ابن نباتة وينظمها لنفسه، وقد صنف ابن نباتة في ذلك مصنفا سماه خبز الشعير المأكول المذموم، ووضح فيه سرقاته لشعره، ذكر الصفدي في رسالة ألفها في ترجمته لنفسه أسماء مصنفاته وهي على ما يذكره ابن العماد الحنبلي وابن العراقي، أنها تبلغ الخمسين، وقد وقع الزركلي في وهم. 
فقال له زهاء مئتي مصنف، ولعل سبب ذلك ما قاله ابن كثير، بأنه كتب المئين من المجلدات، ويظهر لنا من خلال استقرائنا لمعظم هذه المؤلفات أنها تدور حول محاور خمسة، وهي التراجم ويظهر ذلك في العديد من مصنفاته منها الوافي بالوفيات، وأعيان العصر وأعوان النصر والشعور بالعور ونكت الهميان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock