وقفه مع معاذ بن عفراء ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ومازال الحديث موصولا عن أصحاب البيعة الأولى وهى بيعة العقبة الأولى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا من المهاجرين لأنهم هجروا المشركين وكان من الأنصار مهاجرون لأن المدينة كانت دار شرك فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة” ولقد كان هناك ثلاثة من الصحابة الكرام كانوا أنصارا ومهاجرين، فهم قد جمعوا بين كونهم أنصارا ومهاجرين وقد ذكرهم ابن إسحاق في سيرته، وكان أحدهم هو ذكوان بن عبد قيس من بنى الخزرج وقد قال ابن إسحاق عنه أنه كان خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه بمكة المكرمة.
ثم هاجر منها إلى المدينة وكان يقال له مهاجري أنصارى وقد شهدا بدرا وقتل بأحد شهيدا، والصحابى العباس بن عبادة بن نضلة وهو من بنى الخزرج أيضا وقال ابن أسحاق كان فيمن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بمكة المكرمة فأقام معه بها قتل يوم احد شهيدا، والصحابى عقبة بن وهب وقد خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة إلى مكة وكان يقال له مهاجرى أنصاري حليف لبنى الخزرج، وأما عن معاذ بن الحارث المعروف بمعاذ بن عفراء فهو صحابي من الأنصار من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان أحد الستة الأوائل الذين أسلموا على يد النبي صلى الله عليه وسلم في مكة.
ومهّدوا لدعوته صلى الله عليه وسلم في يثرب، بل وزعم الواقدي أن معاذا ورافع بن مالك الزرقي كانا أول من أسلم من الأنصار، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين معمر بن الحارث الجمحي، ومعمر بن الحارث الجمحي هو صحابي جليل وقد أسلم قديما قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم للدعوة فيها إلى الإسلام، وهو أخو الصحابي حاطب بن الحارث، وقد هاجر معمر إلى يثرب، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين معاذ بن عفراء، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزواته كلها، وتوفي معمر بن الحارث في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأما عن معاذ بن الحارث.
فقد شهد معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وشارك في قتل أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي يوم بدر، ويقال أن إسمه معاذ بن عفراء وهو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد الأنصاري المعروف بابن عفراء وهي أمه وكان لما حضر الموسم وهو موسم الحج، وحج نفر من الأنصار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زُرارة، وأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرهم خبرهم الذي اصطفاه الله به من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن الكريم فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به، وكانوا من أسباب الخير، ودخل نور الإيمان إلي قلب معاذ بن الحارث رضي الله عنه.
وبدأ يقدم روحه وكل ما يملك في سبيل الله عزوجل، وقد تميز معاذ بن عفراء بالشجاعة وحب التضحية فى سبيل الله، وكان هناك مواقف عظيمه لهذا الصحابي الجليل معاذ بن الحارث، ففي غزوة بدر الكبري، كان له موقف يظهر فيه شجاعة معاذ بن عفراء رضي الله عنه، حيث يقول سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون أبو الحكم يعني أبا جهل لا يخلص إليه، فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة عظيمة فطنت قدمه بنصف ساقه، وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه،