مطبخ أخبار مصر

الدكروري يكتب عن أول مسؤوليات الإنسان

الدكروري يكتب عن أول مسؤوليات الإنسان

        بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، الذي كان صلى الله عليه وسلم حريصا على دعوة الجميع، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ” الحمد لله الذي أنقذه من النار” رواه البخاري، وهو صلى الله عليه وسلم الذي كان يحمل عن العجوز، وإن كانت كافرة به ولم تكن تعرفه حتى إذا أوصلها لبيتها حذرته من اتباع من يدعي النبوة، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أنه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة وأمر بتوزيع جزء منها على الجيران، ولا ينسى صلى الله عليه وسلم أن يوصي ” هل أهديتم إلى جارنا اليهودي؟” أما بعد فإن أول مسؤوليات الإنسان هي مسؤوليته عن نفسه، ومن ثم فحري به أن يعنى بتربيتها وإصلاحها، وعندما نتحدث عن التربية الذاتية أو عن دور الشاب في تربية نفسه فإننا نقصد بها ذلك الجهد الذي يبذله الشاب من خلال أعماله الفردية، أو من خلال تفاعله مع برامج عامة وجماعية لتربية نفسه فهي تتمثل في شقين، فالأول هو جهد فردي بحت يبذله الشاب لنفسه، والثاني وهو جهد فردي يبذله من خلال تفاعله مع برامج عامة، وليس يستطيع أن يفعل ذلك إلا إذا كان عاقلا، وإن العقل يختلف من إنسان إلى آخر، فهناك العقل الصريح، والعقل التبريرى.

والعقل المرتبط بالأهواء والمصالح، وهذا الجهاز الخطير الذي أودعه الله فينا يجب أن يتوافق مع الشرع مائة بالمائة، ذلك أن الشرع من عند الله، هو النقل، والعقل مقياس أودعه الله فينا، والنقل من عند الله، والفرعان إذا اتحدا في أصل واحد فهما متساويان، وهل يعقل أن يعطنا الله مقياسا لو أعملناه في وحيه، لوجدناه غير صحيح ؟ مستحيل، لأن العقل من صنع الله، والنقل وحي الله، إذا لابد من التوافق، لذلك قال بعض أهل العلم، اعلم أن لكل فضيلة أسا، ولكل أدب ينبوعا، وأس الفضائل وينبوع الآداب هو العقل، يعني إنسان مخلوق في دنيا محدودة، أما هو يعد لحياة أبدية، فالعقل يقتضي أن تتنعم في هذه الحياة الدنيا وتخسر الآخرة أم أن تتنعم إلى أبد الآبدين في جنة الله عز وجل، فالعقل يقتضي أن تعمل للآخرة.

لذلك العلماء قالوا ما من إنسان يعمل للدنيا وينسى الآخرة إلا وهو في الحقيقة مجنون، ولو كان يحمل أعلى شهادة ، تفوقه العلمي يسمى ذكاء ولا يسمى عقلا، ولكن حينما غفل عن الحقيقة الكبرى في الكون، وغفل عن الآخرة ، وغفل عن سر وجوده إذن هو مجنون والآية الكريمة تقول ” ن والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون” فأنت أعقل العقلاء صلى الله عليه وسلم، لذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مجنونا في الطريق سأل أصحابه سؤال العارف، من هذا ؟ قالوا هذا مجنون، قال لا هذا مبتلى، فالمجنون من عصى الله عز وجل، ويجب أن تؤمن، وأن تعتقد بكل ذرة في كيانك، أن هذا الذي لا يصلي، ولا يتعرف إلى الله تعالى، وهو غارق في المعاصي والآثام مجنون، ولو كان يحمل أعلى شهادة.

وأن هذا الذي يغتصب أموال الناس هو يتوهم نفسه شاطرا ذكيا، لا، هو أحمق لأنه سوف يسأل عن كل ذرة، فقال تعالى “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock