التكنولوجيا الحديثة لرصد مخالفات الشوارع والقضاء عليها

بقلم : جمال القاضي
تشهد الطرق والشوارع العديد من المخالفات والتي تتكرر بصفة يومية ومستمرة ، لكن كيف يمكن رصد هذه المخالفات والقضاء عليها تماما ؟ وكيف يمكن إتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يخالف القواعد العامة والقوانين ؟
على مرأى ومسمع من الجميع ، نشاهد يوميا مخالفات تحدث بالطرق والشوارع ، منها مايخص سير المركبات بجميع أنواعها ، ومنها مايخص أمن وسلامة المواطن ،
ومن المخالفات التي تخص سير المركبات بالطرق والشوارع ، فهي كثيرة ، ومنها السير في عكس الإتجاه ، وكسر إشارات المرور ، وتخطي حدود السرعة المسموح بها بالسير على الطرق ، والوقوف بأماكن غير مخصصة للوقوف أو الإنتظار ، وغيرها من المخالفات ، والتي تشكل خطرا مباشرا أو غير مباشرا على صحة وسلامة المواطن سواء كان هذا المواطن بداخل المركبات ، أو كان يمشي على الطريق ، حيث أنها تتسبب في وقوع العديد من الحوادث التي قد يكون نهايتها الموت في الكثير من الأحيان ،أو الإصابات التي تؤثر على صحته ،
ومن المخالفات التي تخص سلامة المواطن نفسه وتحدث أيضا على الطريق أو الشوارع ، فمنها جرائم التحرش بالنساء والإغتصاب ، أو المعاكسات والمضايقات ، أو التعدي على الفتيات والسيدات بالألفاظ الغير لائقة والجارحة للكرامة ، وحوادث السرقة والسطو المسلح وغيرها ،
وكل ماسبق ذكره يعد من المخالفات التي يعاقب عليها القانون إن ثبت بالفعل وقوعها من قبل الغير ، لكن ولأن هناك من هذه المخالفات يقع بعيدا عن أعين الرصد لها ، فيصمت من وقع في حقه أحد هذه المخالفات نظرا لعدم وجود أدلة أو شهود تثبت وقوع الحادث أو المخالفة أو الجريمة ، فيمضي الجاني دون أن يطبق عليها القانون لعدم ثبوت الواقعة عليه ،
لكن كيف يمكن إستخدام التكنولوجيا الألكترونية الحديثة في رصد والتعامل مع هذه المخالفات والقضاء عليها تماما ؟
سوف نعرض لكم خطة تشتمل على ثلاثة محاور أساسية وضرورية وتكمل بعضها البعض نظرا لترابط أطرافها ،
وتشتمل هذه الخطة على :
1- الوسيلة
2- التنفيذ
3- الرصد للمخالفة والإجراء القانوني الذي يتم إتخاذه
1- وعن الوسيلة :
تعتمد الوسيلة ، على إستخدام كاميرات فائقة الجودة والقدرة على الربط والإتصال بالأقمار الصناعية
2- التنفيذ :
يمكن الإستعانة بهذه الكاميرات في الرصد المباشر للمخالفات ، وذلك عن طريق توزيعها توزيعا منظما يغطي كل الطرق والشوارع ، بتركيب عددا كبيرا منها ،وفي أماكن يصعب الوصول إليها لتعطيلها ، وكذلك ربطها بنقاط أمنية ثابتة ، أو متحركة على أن تتصل بالأقمار الصناعية ، وبرمجة الأجهزة التي تتصل بها هذه الكاميرات ، بحيث تعطي إشارة أو تنبية بأن هناك مخالفة تم رصدها بمكان معين ، ممايسهل على رجل الأمن المتواجد بالنقاط المتحركة الوصول السريع للمخالفة وضبط الجاني ،
3-الرصد للمخالفة والإجراءات القانونية التي يتم إتخاذها :
وعن رصد المخالفات المرورية فبهذه التكنولوجيا الحديثة يمكن رصدها بسهولة ، وكذلك رصد الجرائم المخلة للآداب ، والتي تتعرض لها الفتيات والسيدات ، من معاكسات وتحرش ومضايقات والتعدي عليهن بالقول أو الألفاظ أو مطاردتهن ، والسرقة والسطو المسلح ، والقتل ، والتشاجر وغيرها ، فيمكن أيضا بإستخدام هذه الكاميرات رصد جميع هذه المخالفات والجرائم بسهولة من خلالها ،
حيث أنه بهذه الوسيلة يمكن تمكين رجل الأمن أو مأمور الضبط القضائي بتحرير محضر فوري للمخالفة أو الواقعة وتوجيهها للقضاء لتوقيع العقوبات المنصوص عليها في مواد القانون
وأخيرا ، فإن الكثير من القضايا التي تخص المرأة والإعتداء عليها ، أغلبهن لايرغبن في إقامة دعوة قضائية ضد من إعتدى عليها ، وذلك لأن هذا الأمر يحتاج لوجود شهودا أن أدلة إثبات للتعدي أو التحرش ، الأمر الذي يكون عليها أكثر صعوبة في إثباته ، أو قد يكون خوفا منها من أن يشار إليها بالسوء فيما بعد وسط المجتمع ،فتحبس غيظها بداخلها وتصمت ،
لكن بهذه الكاميرات يمكن لرجل الأمن تحرير محضر ضد من يعتدي عليها، لتوقيع العقوبة على من إعتدى ، حتى وإن لم ترغب السيدة أو الفتاة في إقامة أي دعوة قضائية ضد الجاني، ويمكن الإستعانة بما رصدته الكاميرات من المخالفات كدليل إثبات وشاهد على من قام بالجرم في حق غيره ،في ساحات المحاكم والقضاء ، لكن يكون ذلك بعد إعداد تشريعا جديدا بالدستور يسمح بذلك ، وهذا يعد حقا أصيلا من حق الدولة كوسيلة من وسائل الحفاظ على أمن وسلامة المواطن ، سواء كان رجلا أو إمرأة ،
وفي النهاية يمكن بهذه التكنولوجيا الحديثة ، القضاء نهائيا على هذه المخالفات جميعها أن جادين في ذلك ليعيش المجتمع بمن فيه في أمن وسلام ، والتحرك للأفراد فيه بحرية لاتؤثر على سلامتهم الجسدية والنفسية .