دين ودنيا

الدكروري يكتب عن خالد بن الوليد يوم أحد

الدكروري يكتب عن خالد بن الوليد يوم أحد
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد قاتل عامة المسلمين يوم أحد قتالا عظيما شديدا فلقد قاتل أبو بكر وعمر وعلي والزبير بن العوام ومصعب بن عمير وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن جحش وسعد بن معاذ كل المسلمين قاتلوا قتالا شديدا وأبلوا بلاء حسنا في ذلك اليوم، وكانت لخالد بن الوليد نظرة عسكرية ثاقبة وكان يومئذ مشركا ورأى الثغرة التي يمكن له من خلالها أن يخترق جيش المسلمين والتف بفرقة كانت معه من فرسان المشركين حول جبل الرماة إلا أنه فوجئ بسيل من السهام من فوق الجبل من كتيبة الرماة التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الجبل فردّت خالد بن الوليد، وما استطاع خالد بن الوليد بحنكته وذكائه أن يتجاوز تلك الكتيبة ويخترق خلف الجيش المسلم، وكانت هذه المحاولة الأولى لخالد بن الوليد وكرر ذلك مرات عديدة إلا أنه في كل مرة ترده فرقة الرماة من فوق الجبل.

وفشل خالد بن الوليد في تجاوز فرقة الرماة، التي كان قد وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الجبل، وبدأت الهزيمة تدب في جيش المشركين ثلاثة آلاف مشرك وكأنهم يقابلون ثلاثين ألف مسلم برغم قلة المسلمين، وبدأ المشركين يفكرون جديا في الهرب وبدأوا يتراجعون إلى الوراء شيئا فشيئا ثم فروا قبل مكة تاركين النساء وراءهم حتى النساء هربن، ويقول الزبير بن العوام لقد رأيت خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير، فكان نصرا للجيش المسلم لا يقل روعة عن نصر بدر، فيقول الله تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه” وتحسونهم أى تستأصلونهم، والله تعالى قد وعد المؤمنين إن كانوا صادقين وصابرين ومتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

أن يعطيهم النصر في أحد وفي غيرها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشرهم بذلك قبل الخروج إلى أحد وإلى هذه اللحظة المسلمون ملتزمون بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بما كانوا عليه يوم بدر لذا تحقق النصر حتى هذه اللحظة، وبنظرة إلى الجيش الإسلامي نجد أنه إلى الآن مؤمن بالله تعالى مؤمن باليوم الآخر، يطلب الجنة، طبق الشورى، وأعد الجيش إعدادا جيدا، حاسم، معتمد على الشباب، القائد في هذا الجيش يعيش مع شعبه ويشترك معهم في كل صغيرة وكبيرة، الأخوة في الله واضحة في المعركة، الأمل في قلوبهم، واليقين في نصر الله يملأ نفوسهم، الأمر موسد إلى أهله، فقال تعالى ” منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخره” وبعد هذا الانتصار العظيم وبعد الهروب الكبير لجيش المشركين تخلى بعض المسلمين عن صفة واحدة من تلك الصفات الإيمانية.

ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم فتغير الموقف تماما، ولقد ازداد المشركون غيظا وحنقا على الإسلام والمسلمين بعد هزيمتهم النكراء في غزوة بدر، التي قتل فيها صناديدهم وأشرافهم فاتفقوا على أن يقوموا بحرب شاملة ضد المسلمين تشفي غيظ قلوبهم وتروي غليل حقدهم فأخذوا في الاستعداد لخوض هذه المعركة وكان من تبقى من زعمائهم وصناديدهم أكثر حماسا وأقوى نشاطا لخوض المعركة وأول ما فعلوه في هذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي نجا بها أبو سفيان والتي كانت سببا لمعركة بدر وقالوا للذين كانت لهم فيها أموال إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأرا فأجابوهم لذلك، فأنزل الله عز وجل كما جاء فى سورة الأنفال ” إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock