مقالات

الدكروري يكتب عن سبيل إلي الهلاك

الدكروري يكتب عن سبيل إلي الهلاك

الدكروري يكتب عن سبيل إلي الهلاك

بقلم / محمـــد الدكــروري

إن الظلم خزي وعار، وسبيل إلى الهلاك والدمار، وسبب في خراب القرى والديار، موجب للنقم، ومزيل للنعم، ومهلك للأسر والشعوب والأمم، فلا يظنن أحد أن ظلمه للعباد بضرب، أو سب أو شتم أو تزوير أو أكل مال بالباطل، أو سفك دم أو غيبة أو

inbound8732075932829313896

 نميمة أو استهزاء أو سخرية، أو جرح كرامة أن شيئا من ذلك الظلم سيضيع ويذهب دون حساب ولا عقاب، كلا، ثم كلا، فلابد للظالم والمظلوم من الوقوف بين يدي الله عز وجل ليحكم بينهما بالعدل الذي لا ظلم فيه ولا جاه ولا رشوة ولا شهادة زور، فيقول تعالي ” الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء” رواه مسلم. 

فما أقبح الظلم، وما أقبح نتائجه وعواقبه في الدنيا والآخرة، لذا حرّمه رب العالمين، وحذر منه سيد المرسلين فالظلم سبب في المحن والفتن والهلاك والبلاء في هذه الدنيا فكم من أمم قد طغت فأبيدت ودُمرت، وكم من أقوام قد طغوا فعذبوا وأهلِكوا، وكم من أناس قد أسرفوا في الظلم والطغيان فكانت نهايتهم إلى الهلاك والخسران، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته” فأين الجبابرة؟ وأين الأكاسرة؟ وأين القياصرة؟ وأين الفراعنة؟ أين الطغاة؟ وأين الطواغيت؟ أين عاد؟ وأين ثمود؟ وأين قوم نوح؟ وأين قوم لوط؟ وأين الظالمون؟ وأين التابعون لهم في الغي؟ بل أين فرعون وهامان؟ فلتكن لنا في الأمم السابقة عظة وعبرة أناس تكبروا وتجبروا وأسرفوا في الظلم والطغيان، فأهلكهم الله تعالى وجعلهم عبرة لكل ظلم وطاغية. 

فيا من تظلم العباد اتقي الله في نفسك، ودع عنك الظلم والطغيان، واعلم أن دعوة المظلوم مستجابة، ليس بينها وبين الله حجاب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن، فقال “اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “دعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتح لها أبواب السماوات، ويقول الرب تبارك وتعالى وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين” وإن من الحقوق هو آداب البيوت، ومن أول الحقوق هو إلقاء السلام أثناء الدخول للبيت، فإن كثيرا من المسلمين تخلوا عن إلقاء تحية السلام أثناء الدخول على أهلهم وأولادهم جهلا أو حياء أو تكبرا، ومن العجب أنك تجد الرجل من المدعين التمسك بالسنة والملتزمين بها. 

غير أن زوجته وأبناءه يشكون من سوء أخلاقه في البيت وآدابه فيه التي منها عدم إلقاء السلام، فإذا دخلت بيتك أخي المسلم أو خرجت منه فسلم على من فيه من ذكر أو أنثى بتحية المسلمين وهي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ولا تعدل عن هذه التحية الإسلامية إلى غيرها من صباح الخير أو مرحبا أو نحوهما، فالسلام عليكم شعار الإسلام وعنوان المسلمين الذي رسمه لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله وفعله وعمله، وهي تحية أهل الجنة وبها ينادون، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال، قال لي رسول الله يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهلك”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock