دين ودنيا

وقفه مع عبد الله بن مسعود الهُذلي “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع عبد الله بن مسعود الهُذلي، ولقد خاض الصحابة الكرام، سبيل الدعوة ونشر الرسالة حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقادوا المعارك إلى بلاد الشام وفارس ومصر، ونشروا العلم مما آتاهم الله من فضله، ومن الصحابة هو الصحابى عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار، وهو الإمام الحبر فقيه الأمة، وكان من السابقين الأولين، ومن النجباء العاملين، شهد بدرا، وهاجر الهجرتين، وكان يوم اليرموك على النفل، ومناقبه غزيرة، وروى علما كثيرا، وهو سادس من دخل الإسلام، فعنه رضى الله عنه، أنه قال.

” لقد رأيتني سادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا ” وقد شهد سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي أجهز على عدو الإسلام أبي جهل في غزوة بدر، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانى مائة وثمانية وأربعين حديثا اتفقا على أربعة وستين، وانفرد الإمام البخاري بأحد وعشرين والإمام مسلم بخمسة وثلاثين، ولقد كان من أجل ملازمة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد تأثر به وبهديه حتى قال فيه حذيفة “ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد” وعن أبي عطية قال “دخلت أنا ومسروق على السيده عائشة رضى الله عنها، فقلنا يا أم المؤمنين ” رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

أحدهما يُعجّل الإفطار ويعجّل الصلاة، والآخر يؤخّر الإفطار ويؤخّر الصلاة ” فقالت رضى الله عنها” أيهما الذى يُعجّل الإفطار ويُعجّل الصلاة ” قال قلنا عبد الله، ويعني ابن مسعود، قالت ” كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم” فهكذا كان أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فيجب علينا أن نتبع هديهم وأن نكن لهم كل الحب والتبجيل، على ما قدومه لنا وللاسلام، فإن حب أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من الأمور الواجب الإيمان بها، وقال الطحاوي رحمه الله في ذلك “ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب واحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبُهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان “

فالصحابة من أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام، وتجدر الإشارة إلى أن تعظيم مكانة الصحابة ومحبتهم من تعظيم ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الفضائل التي تخصص الصحابة بمكانة رفيعة هى خيريتهم، حيث إنهم خير القرون، ومما يدل على ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ” وكما أنهم نقلوا الشريعة من الرسول إلى الأمة من بعده، ونشروا بينهم العديد من الفضائل والأخلاق الكريمة من الصدق والنصح وغيرها، وقدموا البطولات العظيمة في الفتوحات، فكان عبد الله بن مسعود ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، دائما، وكان صاحب نعليه.

وكان يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ويخدمه ويلزمه لا سيما في سفره، فعن ابن عتبه قَال ” كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعني سره، ووساده ويعني فراشه، وسواكه ونعليه وطهوره، وهذا يكون في السفر ” وفي رواية أخرى عن عبد الله بن شداد قال ” إن عبد الله بن مسعود كان صاحب السواد والوساد والنعلين ” وفي رواية ثالثة عن القاسم بن عبد الرحمن قال ” كان عبد الله يُلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعليه، ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يقوم ألبسه، ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock