مقالات

د. محمد حجازي يكتب صناعة العدو الوهمي علي المستوي الأممي وعلي المستوي الداخلي ( مابين الاستمرار والاندثار )

IMG ٢٠٢٣٠٧٠١ ١٧٣٩٤٧

                 د. محمد حجازي يكتب

صناعة العدو الوهمي علي المستوي الأممي وعلي المستوي الداخلي ( مابين الاستمرار والاندثار )

في عالم السياسة ، هناك قاعدة سياسية تسمى( صناعة عدو وهمي )حتى يتم التحكم في عقول الشعوب وتوجيهها وكسب تعاطفها…وهذا العدو الوهمي يصنعه غالباً علي المستوي الخارجي دول بعينها
وعلي المستوي الداخلي يروج لها كل مستبد وفاسد من اجل ان يكسب تعاطف وتأييد الشعب..

إن نظرية اختلاق العدو الوهمي علي المستوي الخارجي صاغها المفكر الفرنسي جوستاف لوبون في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، حيث أشار الي أن الدولة القوية ينبغي أن تبحث لنفسها دوما عن عدو وهمي وتخلق حالة من التحدي لأغراض الحفاظ علي حيوية الدولة القومية . مشيرا إلي أن التحدي يوجه الأنظار دوما الي الخطر المحتمل .

ووجد بعض الساسة الامريكان في مثل هذه النظرية فرصتهم الضالة في البحث عن عدو وهمي يتم اختلاقه أو صناعته بأيديهم لكي يكون هناك مبررا لشن الحرب الكونية ضد الآخرين ومنهم العرب . لماذا العرب ؟

فهم الوحيدون الذي وجد فيهم الغرب أنه فعلا يمكن أن ينطلي عليهم مطر وخديعة الغرب من خلال صناعة العدو الوهمي في مختبرات الغرب .

الأسلحة المحرمة دوليا ( أكذوبة أسلحة الدمار الشامل ) … كانت كذبة أمريكا لتدمير العراق … ونجحت امريكا والغرب في تحقيق الهدف المنشود

الحرب مع إيران … هي كذبة أخرى حتى تبسط نفوذها على دول الخليج …

منذ عام ١٩٧٨ أمريكا و إيران يمثلون دور الأعداء و دول الخليج تدفع ثمن تذاكر العرض …

منذ عام ١٩٧٨ و الغرب يستنزف دول الخليج ماديا عن طريق خلق نزاعات وجعل هذه المنطقة ملتهبة دائما دون اي تحرك من دول الخليج .
٤٠ عام كان بإستطاعة دول الخليج بناء منظومة أمنية متكاملة لحمايتها حتى لا يتم إستغلالها بهذه الطريقة و لكنها اكتفت بإقامة المعاهدات ، فتم استغلالها ..

استفاقت دول الخليج مؤخرا بعد أن استوعبت الدرس ، وتمت المصالحة بين السعودية والإمارات وإيران في مفاجأة مدوية هزت أرجاء البيت الأبيض ، خاصة أنها جاءت برعاية صينية .

وبعد إفشال صناعة إيران كعدو وهمي دائم لدول الخليج ، هل انتهت نظرية اختلاق وصناعة عدو وهمي جديد في منطقة الشرق الأوسط المستهدفة بنشر الفوضي الخلاقة في إطار الأمركة .

الإجابة ، بالقطع ( لا ) ….لماذا ؟
العالم يدار اليوم من اجل مصانع الاسلحة ومصانع الأدوية … فكثرت الحروب وكثرت الأوبئة … وسيتم البحث من جديد عن عدو وهمي جديد

علي المستوي الداخلي ، يتم صناعة عدو وهمي في الداخل . وهنا يقول هتلر
( اذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم انهم معرضون للخطر ثم حذرهم ان امنهم تحت التهديد ثم خون معارضيك و شكك في ولائهم ووطنيتهم …) .

في انظمتنا العربية ينجح القادة في صناعة العدو الوهمي بدرجات مختلفة من أجل كسب تعاطف وتأييد الشعب .

ومن المتوقع استمرار الترويج لصناعة عدو وهمي داخلي يجعل الشعب بين المطرقة والسندال .

ختاما :
إن نظرية صناعة عدو أو غول وهمي رغم آثارها السلبية إلا أنها نجحت في مجتمعاتنا العربية .

وهنا يثور تساؤل منطقي ، هل هناك بالفعل عدو يتربص بنا ، أم أن مشكلتنا تكمن في الوعي والخلط بين الاوراق

الواقع كشف أن عدونا الحقيقي هو الجهل المتوغل في أوطاننا علي كافة المستويات

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock