أخبار مصر
اللؤلؤ المكنون والخيرات الحسان
بقلم احمد قطب زايد
قرأت في كتب التفسير أن الحياة في الجنة تختلف عن الحياة في الدنيا فليس في الجنة إلا النعيم والسرور، ولا مكان للحقد والغل في قلوب أهل الجنة، والحور العين خلْق من الله تعالى إكراماً لأهل الجنة زيادة في نعيمهم، خلقهنّ الله- سبحانه وتعالى- في الجنّة من أجل المؤمنين، وهنّ نساءٌ فائقات الحسن والجمال، ولا يمكن وصف جمالهن؛ فجمالهن كما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر، وقد خلقهن الله- تبارك وتعالى- وخبأهن خصيصاً لعباده المؤمنين، ليكون الزواج منهن في الجنة ثواباً لهم على أعمالهم الصالحة. وهن نساء من النور متفوقات الجمال والزينة لم يمسهن أحد طاهرات يزيّن الجنة للرجال، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين، على كل واحدة سبعين حلة، يرى مخ ساقها من وراء الثياب”. وفي كتاب الله- عز وجل- وصف الحور العين( وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اَللُّؤْلُؤ الْمَكْنُونِ) (سورة الواقعة، الآية 22-23)
(كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) سورة الرحمن، الآية 58)
(إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا سورة الواقعة)، الآية 35-37).
أما النساء في الجنة فلها مكانة أخرى فالمرأة عندما تدخل الجنة فهي تكون ملكة نساء الحور العين، وقدوعد الله تعالى النّساء بما تشتهيه النفس فهي تكون مكرّمة في الجنة ولها أن تتطلب ما تشاء وما اشتهته في الدنيا ولم يتحقق تشتهيه في الجنة فيكون مجاباً بإذن الله تعالى.
ومن روائع ما قرأت من كلمات لابن القيم- رحمه الله- في وصفه للجنة:
يا خاطب الحور الحسان وطالبا * * * لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبة ومن طلب * * * ت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعل * * * ت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها فإن * * * رمت الوصال فلا تكون بألواني
أسرع وحدث السير جهدك إنما * * * مسارك هذا ساعة لزمان
عزيزي قارئ المقال كن على يقين إن الزوجة الصالحة التي عاشت في هذه الدنيا نقية عفيفة صالحة والتي باعت الدنيا بالآخرة، تقبل على ربها يوم القيامة، فتدخل الجنان، فتكون هي الأجمل فهنيئا لها ولأمثالها. قال عليه الصلاة والسلام: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت». وقال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: «لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا» .اللهم اجعل نساء المسلمين صالحات تقيات قانتات تائبات واجعل قدوتهن أمهات المؤمنين.
