دين ودنيا

الدكروري يكتب عن فريق في الجنة وفريق في السعير

الدكروري يكتب عن فريق في الجنة وفريق في السعير
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الناس في يوم القيامة وأهوالها، ينقسمون إلى فريقين أما الفريق الأول فحالهم، ألا تخافوا مما أمامكم من أهوال الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلفكم في الدنيا من الأهل والولد والمال، نحن أولياؤكم في الآخرة، نؤنسكم من الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور، وأما الفريق الثاني من الكفار والفجار، وعلى الإنسان أن يستعد للموت دائما، فهو لا يعلم متى سينتهي أجله، ومتى يحين وقت مغادرته لهذه الحياة الدنيا، لذلك عليه أن يكون حذرا، ومُكثرا من الأعمال الصالحة التي تؤدي لحسن خاتمته، والتي يكون جزاؤها النجاة من النار، ودخول جنات النعيم، وعليه أن يكون مبتعدا عن الأعمال السيئة، ويستعد الإنسان للخاتمة باستعدادين، حتى تكون خاتمته حسنة عند موته بإذن الله تعالى، فيجب أن يستعد في اجتهاده.

لإصلاح قلبه ونقائه، وجعله قلبا سليما، مؤمنا بالله تعالى ويكون ذلك بتحصيله للعلوم الشرعية المفيدة، والتي من شأنها إكسابه معرفتة بالله تعالى، وبأسمائه الحسنى وصفاته، وأن يستعد في اجتهاده بعمله، ليكون عمله متقنا، موافيا للشروط، كما أراده الله تعالى، ويكون ذلك باتباع ما أمر الله تعالى به، والحذر من فعل ما نهى عنه الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلم، وهكذا فإن ذكر الموت، يجعل النفس تصب عن لذائذ الحياة الدنيا، وهذا من الأمور المطلوبة، تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا، ويهون المصائب، فقال أحد السلف إن فارقني ذكر الموت ساعة فسد قلبي، ولذلك لا بد أن نعمل حتى يكون موت كل واحد منا على عمل صالح، لأن الموت على عمل صالح هو من علامات حسن الخاتمة.

وإن من حسن الخاتمة عند الموت هو تيسير الله تعالى للإنسان بالقيام بأداء العبادات والأعمال الصالحة، والتوبة إليه سبحانه، والاستغفار عمّا ارتكب من الذنوب والمعاصي في حياته قبل أن يموت، ويكون ذلك كله بتوفيق من الله تعالى، فإذا مات الإنسان على هذا الحال كانت خاتمته حسنة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ” إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله، قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله؟ قال، يوفقه لعمل صالح قبل موته ” وأن يكون ما يعمله الإنسان فيه إخلاص لله تعالى، وبعد عن الرّياء، ويكون وفق ما حدده الشرع من المبادئ الإسلامية والمنهج الربانين فيجب علينا المسارعة في التوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي، والعزيمة الصادقة في ذلك، فليحرص الإنسان دائما على تعجيل التوبة ومحاسبة النفس.

والمداومة على ذلك اقتداء بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال “يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب، في اليوم، إليه مائةَ مرة ” وقيل إن ملك الموت دخل على نبى الله داود عليه السلام فقال له من أنت؟ فقال أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشا، قال داود عليه السلام، إذن أنت ملك الموت، قال نعم، فقال نبى الله داود عليه السلام أتيتني ولم أستعد بعد؟ فقال ملك الموت يا داود أين فلان قريبك، أين فلان جارك؟ قال نبى الله داود عليه السلام مات، فقال ملك الموت أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد؟ ومر رجل بغلام فقال له يا غلام أين العمران؟ قال اصعد الرابية تشرف عليهم، فصعد فأشرف على مقبرة، فقال إن الغلام جاهل أو حكيم، فرجع فقال سألتك عن العمران فدللتني على مقبرة، فقال الغلام له لأني رأيت أهل الدنيا ينتقلون إليها ولا يرجعون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock