مقالات

الدكروري يكتب عن الأسرة وعادات وقيم المجتمع

الدكروري يكتب عن الأسرة وعادات وقيم المجتمع


الدكروري يكتب عن الأسرة وعادات وقيم المجتمع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي حاز صلى الله عليه وسلم من الأخلاق أعلاها وأكملها، فقد حُمّل أعظم رسالة وكُلف بتبليغها، فحملها وبلغها، وأوذي في سبيلها فما وهنت عزيمته، وأما
FB IMG 1695293019009
الأخلاق فمن ذا الذي يقدر على وصف خُلقه، وقد كان خلقه القرآن، كما قال الله تعالى ” وإنك لعلي خلق عظيم ” ومهما تكلم المتكلمون، ووصف الواصفون خُلقه صلى الله عليه وسلم فلن يعطوه حقه، ولن يدركوا وصفه، وكذلك التواضع، وخفض الجناح، ولين الجانب، كانت أوصافا له صلى الله عليه وسلم، تخلق بها مع الكبير والصغير، والقريب والبعيد، امتثالا لأمر الله تعالي.
حين خاطبه بقوله سبحانه ” ولا تحزن عليهم واخفض جناجك للمؤمنين ” وقال أهل التفسير أي ألِن لهم جانبك، وفي ذلك كناية عن التواضع لهم والرفق بهم، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيقول مكحول سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول إن الرجل ليستخير الله تعالى فيخار له، فيسخط على ربه عز وجل فلا يلبث أن ينظر في العاقبة، فإذا هو قد خير له” وإن من دور الأسرة وتأثيرها هو تكوين عادات وقيم كل المجتمع من حيث تنشئة جيل جديد من الأطفال الصغار لديهم ثقة بالنفس تجاه كافة الأفعال الصحيحة لديهم، والقدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسئولية، فينشأ جيل قوي يثق بنفسه نشأ داخل أسرة سوية، وأيضا استماع وتقبل الرأي الآخر للأطفال بما لا يتعارض مع المبادئ وقيم العقيدة الإسلامية الصحيحة لنا. 
وترك مساحة من الحرية لهم يختارون فيها الأشياء المسموحة التي تزيد من قدرتهم، على الاختيار الصحيح في كثير من المواقف، مثلا يمكننا أن نتيح لأطفالنا اختيار بعض قطع الملابس التي يفضلنها، كما يمكنا السماح لهم باختيار الألوان التي يرغبون في ارتدائها، أو اختيار الحذاء المحبب إليه، وفي سن اكبر اختيار نوع الكتاب الذي يريده عرض اكثر من قصة عليه وسؤاله إيهما يفضل قراءتها، وأيضا مدح الطفل بمزيد من الكلمات الجميلة المحببة إليه عند القيام بالمواقف الجيدة وتنفيذ القيم والأخلاق الحميدة حتى يقبل الطفل على فعل المزيد من هذه الأفعال وتزيد من قدرته وثقته بنفسه، وكذلك الصبر في عملية تربية الأطفال من الأمور الهامة العظيمة في تربية الأطفال، إذ أنها من أدق وأصعب الأدوار التي يقوم بها الأب والأم. 
وعدم التمادي في عقاب الأطفال واستخدام العقاب المغلظ، الذي يزرع القسوة في قلوبهم الصغيرة ويمحو مشاعر الحب والرحمة الذي يجب أن تكون موجودة بين الأب والأم وأطفالهم بصفة عامة في كافة المواقف، وإن عقد الزوجية في الإسلام أكبر من النزوات العاطفية، وأجل من ضغط الميل الحيواني المسعور، ولا يليق أن تعصف به الأمزجة الطارئة، فيتخلى الزوج عن زوجته لمجرد خلق كرهه منها، أو ناحية من نواحي الجمال افتقدها فيها، فعساه أن يجد أخلاقا أخرى يرضاها، ولن يعدم نوعا من الجمال يتوفر فيها، وإلى هذا يرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو ينهى عن استدامة البغض الكلي للمرأة ويقول “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقا رضي منها آخر” والمعنى هو أنه لا يبغضها بغضا بغضا كليا يحمله على فراقها.
بل يغفر سيئتها لحسنتها، ويتغاضى عما يكره لما يحب، فإذا كان هذا منطق الشرع، فمنطق العقل يقول إن الواقع يشهد بالعواقب الحميدة لأسر تجاوزت الخلافات في بداية حياتها، وتغلبت على المكاره والمصاعب أول نشأتها، ويقول تعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجا” ويقول تعالى أيضا “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” ويقول تعالى أيضا ” وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock