دين ودنيا

أتدري ما قصة يوم عاشوراء

أتدري ما قصة يوم عاشورا

رئيس القسم الدينى / ناهد عثمان

إنه يوم عاشوراء
شهر الله المحرم أفضله اليومُ العاشر منه ، ولهذا اليوم تاريخٌ سابق ، ,له شأن عظيم ، فهو يوم من أيام الله المشهودة.

هذا اليوم يرتبط بدعوة ( موسى بن عمران كليم الرحمن ) ، ذلك أن الله تعالى قصَّ علينا نبأَ هذا النبي الكريم منذ ولادته إلى أن بعثه الله داعيا لفرعون، يدعوه إلى الله وإلى عبادته .

قصَّ علينا القرآن نبأَ هذا النبي الكريم في معظم آي القرآن ، ما بين مبسوط ومُفصل ، وما بين موجَز ، وما كانت تلك القصة عبثاً ، ولا مجرَّد تاريخ يُحكى ، ولكنها العبر والعظات ، { لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِى ٱلألْبَـٰبِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلّ شَىْء وَهُدًى وَرَحْمَةً لْقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }( يُوسُف : ١١١ ) .

قصَّ الله علينا نبأ هذا النبي الكريم من حين وُلد ، ذلك أنه عليه السلام وُلد في عامٍ كان فرعون يقتل فيه الذكورَ من بني إسرائيل ، ويستبقي فيه الإناث ، ولكن الله جل وعلا حفظ هذا النبيَّ من كيدهم ، ووقاه شرَّهم ، وتربَّى في بيت آل فرعون ، لما لله سبحانه في ذلك من الحكمة البالغة .

لما أنجى الله سبحانه موسى وأغرق فرعونَ صام موسى عليه السلام يومَ العاشر من محرم شكراً لله على نعمته وفضله عليه بإنجائه وقومه وإغراق فرعونَ وقومه ، صامه موسى عليه السلام ، وتلقته الجاهلية من أهل الكتاب ، فكانت قريشٌ تصومه في جاهليتها ، وكان النبي ﷺ يصومه معهم .

قالت عائشة رضي الله عنها : { كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فُرض رمضان ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه } .

وقدم الرسول المدينةَ مُهاجراً ، واليهود إذ ذاك بها ، فوجدهم يصومون اليوم العاشر ، سألهم : ما سبب الصيام ؟ قالوا : يومٌ أنجى الله فيه موسى ومن معه ، وأغرق فرعونَ ومن معه ، فصامه موسى شكراً لله ، فنحن نصوم ، قال لهم النبي ﷺ : (( نحن أحق وأولى بموسى منكم ))

أجل، إن محمداً ﷺ وأمته أولى بموسى وأولى بكل الأنبياء ؛ لأنهم آمنوا بالأنبياء ، وصدَّقوا رسالتهم ، { آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ } [ البقرة :285 ] ، { إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آل عمران:68 ]

فصامه سيدنا محمدٌ ﷺ شكراً لله على ما منحه موسى عليه السلام ، صامه وأمر الناس بصيامه ، وأرسل إلى قرى الأنصار : (( من أصبح صائماً فليتمَّ صومَه ، ومن أكل فليتمَّ بقيةَ يومه ))

فلما افتُرض رمضان أخبرهم ﷺ أن من شاء صام ، ومن شاء لم يصُم ، لكنه رَغَّبَنَا في صيامه ، يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ما رأيت رسول الله ﷺ يصوم يوماً يتحرَّى فضلَه على الأيام من هذا اليوم ، يعني يوم ( عاشوراء) ، وهذا الشهر يعني شهر ( رمضان ) .

وقال أبو قتادة : قال رسول الله ﷺ : ((صوم يوم عاشوراء أحتسبُ على الله أن يُكَفِر سنةً ماضية )) .

صام النبي ﷺ يوم عاشوراء تسعَ سنين ، وفي العام الأخير قال ﷺ : ((لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسعَ))
، يعني يصومه ﷺ مع العاشر، وتوفي النبي ﷺ قبل أن يصومه ، وقال لنا : ((صوموا يوماً قبله ، أو يوماً بعده ، خالفوا اليهود)) .

( صدقت يا سيدي يا رسول عليك من ربي سبحانه أفضل صلاته وأتم تسليماته )

ويستحب صوم التاسع والعاشر جميعا ; لأن النبي ﷺ صام العاشر ، ونوى صيام التاسع .

وقال بعض العلماء : ولعل السبب في صوم التاسع مع العاشر ألا يتشبه باليهود في إفراد العاشر .

هذا أحبتي في اللّٰه والله تعالي أعلى وأعلم وأعلم … هدانا الله وإياكم إلى ما يرضيه عنا سبحانه
..إنه يوم عاشوراء العاشر من شهر الله المُحرم
صوموا من مُحرم وذكروا أحبائكم وغيركم بنافلة الصوم منه ولا تحرموا أنفسكم الأجر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock