التحليل السياسي في العالم الافتراضي
قلم.. د/ محمد حجازي
تعلمنا قواعد التحليل السياسي للمشاكل الداخلية والاقليمية والدولية علي ايدي اساتذة التحليل السياسي والتي قلما يجود بهم زماننا هذا . غير اننا افقنا علي كارثة انحراف التحليل السياسي عن مساره الموضوعي ، حيث غلبت عليه الشخصنة والانحياز غير المبرر.
الميل في التحليل السياسي إلى الآراء العاطفية والتفكير الرغبوي والبناء عليها أكثر من العمل على معطيات واقعية وتفسيرها يحدث شرخاً تجاه المحلل عند متابعيه ويفقدهم الثقة في تناوله للقضايا المطروحة ، يحدث ذلك بشكل أوسع في عصر مواقع التواصل الإجتماعي ومايطلبه المتابعون..!
التحليل السياسي يكون مبنيا على معطيات حقيقية و لا مكان للعاطفة، هناك من يسرد في تعاطيه مع الحدث و هناك من يحلل بشهادات من عاشوا الحدث، و التحليل لا يجب أن يكون سطحيا، تعمق في أسباب الحدث.
السياسة فن الممكن وواقعية المرحلة وليست كرة قدم تحكمها العاطفة معتقداً أن فريقك الأفضل ولو كان في أسوا أحواله ، لايمكن تقييم القضايا الدولية بناء على حسن النوايا ومايظهر من تصريحات رسمية بل على أفعال وماتملكه من أوراق اللعبة لا ماتعتقد أنك تستطيع أن تملكه..!
للاسف مفهوم السياسة في ثقافة شعبنا هو دعم الإنتماء و ليس دعم الفكر … هذا المفهوم ساهم الى حد كبير في خلق بيئة سياسية يعتمد أصحابها على التكسبات الإنتمائية و إثارة النعرات الطائفية .
السياسة هي فكر و حكمة إن إختل إحداهما إختلت موازينها .
عندما تختل المفاهيم تختل المبادىء ، و عندما تختل المبادىء تختل القيم ، و عندما تختل القيم تختل الرؤية ، و عندما تختل الرؤية تحدث الفوضىٰ .
وختاما نقول ان :
السياسة التي تُقاد من خلال فكر ناضج و نقي هي التي تقود فكراً و تدير فكراً لبناء و نهضة وطن …
