دين ودنيا

وقفه في حياة نبى الله يوسف ” الجزء السابع “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع نبى الله الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم وهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام، ولقد جاء ذكر يوسف في القرآن الكريم أيضا وهو صديق ونبي من أنبياء بني إسرائيل، وشخصية دينية حسب الأديان الإبراهيمية وهى اليهودية، المسيحية، والإسلام، وقد ظهر أصل قصة يوسف عليه السلام في المكتشفات المصرية، أنها قصة في العفة وأسطورة رائعة، انه بيع إلى عزيز مصر بوتيفار وذهب معه الي قصره فلما كبر وبلغ افتتنت به امراة العزيز ونادته وراودته عن نفسة فرفض يوسف فخافت زليخة امرأة العزيز أن يعرف احدا أو زوجها فقالت أن يوسف هو من راودها عن نفسها، وكان قويا جميلا، فأبى وهرب منها فحاولت إمساكه فتمزق قميصه من الخلف بسبب الشد، ولخشيتها من أن يخبر زوجها عن فعلتها، أو لقهرها منه، ولأن قصاص فاعلي ما اتهم به هو الخصي، فقد لفقت قصة لزوجها متهمة إياه بالتحرش بها، فأحضر طفل صغير ليحكم بينهم فقال الطفل إن كان قميصه قد من دبر فهو صدق وهي من الكاذبين وإن قد من قبل فهي صدقت وهو من الكاذبين فرأوا أن قميصه قد تقطع من الخلف فعرف العزيز أنها الكاذبة.

وقد سمعت امرأة العزيز أن مجموعة من النسوة يتكلمون عن فعلتها فأحضرتهن وأحضرت يوسف وأعطت لكل واحدة منهن سكينا ليقطعن الفاكهة فقالت زليخة ادخل فلما دخل عليهن قطعن ايديهن من شدة جمال سيدنا يوسف عليه السلام فدعى يوسف ربه ان السجن اهون له من مكر النساء، وقد سئل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس، فقال “أتقاهم” فقالوا ليس عن هذا نسألك، فقال صلى الله عليه وسلم “فيوسف نبي الله ابن يعقوب نبي الله ابن اسحاق نبي الله ابن إبراهيم خليل الله” فهو نبى الله يوسف عليه السلام وأبوه هو النبي يعقوب عليه السلام ولقبه إسرائيل، وأمه هى السيدة راحيل بنت لابان وقد توفيت وعمره خمس سنين فاعتنت به عمته فائقة بنت إسحق وخالته ليا بنت لابان، وكانت زوجته هى السيدة أسينات بنت كابوسيس وأنجب منها ابنين مانيسا وإفرايم، ومانيسا هو الابن الأكبر ليوسف عليه السلام، وإفرايم هو ابنه الثانى، وكان إخوته يوسف عليه السلام أحد عشر أخا، وأخت واحدة هي دينا ويدعى هو وإخوته ببني إسرائيل وهم، النبي يوسف عليه السلام وبنيامين وأمهما هى السيدة راحيل بنت لابان وهي ابنة خال يعقوب، وروبين وهو أكبر أبنائه ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر وبنت واحدة اسمها دينا.

وأمهم هى السيدة ليا بنت لابان وهي أخت راحيل وابنة خال يعقوب، ودان ونفتالي وأمهما هى بيلها، وجاد وعشير وأمهما هى زيلفا، وإن بنو إسرائيل هو مصطلح من التناخ يطلق على أبناء نبى الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإثني عشر، وبنو إسرائيل أيضا يعرفون باسم القبائل الإثنى عشر، وحسب النص التوراتي تعني كلمة إسرائيل هو الذي يجاهد مع الله، باللغة العبرية، وكما جاء في التوراة ” فَقَال لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت” كما جاء فى التكوين، وقد أورد التاريخ التوراتي أن ابني إبراهيم عليه السلام إسحاق وإسماعيل عليهما السلام قد ولدا في فلسطين، ويعقوب عليه السلام وكذلك المسمى إسرائيل وهو ابن إسحاق عليه السلام، أنجب يعقوب اثنى عشر ولدا وعُرفوا ببني إسرائيل، وكان من بينهم نبى الله يوسف عليه السلام، وهكذا فإن يوسف عليه السلام ابن يعقوب ابن النبي اسحاق ابن النبي إبراهيم عليهم السلام أجمعين، هو النبي الكريم ابن الكريم ابن الكريم كما وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تميز النبي يوسف عن غيره من الأنبياء والبشر بتعرضه للعديد من الفتن والاختبارات في حياته بسبب ذكائه الشديد وحسنه وجماله الآسر.

فقد كان النبي سوف عليه السلام بارعا في تفسير الأحلام والرؤية، كما كان سريع الحفظ وعالما في الحساب وموازين الأمور، فعينه ملك مصر مسؤولا عن خزائن مصر وأموالها، وقد كان عليه السلام صبورا مؤمنا وتقيا، فقد ظلم أكثر من مرة في حياته، أولها من قبل أخوته الذين رموه في البئر وادّعوا بأن الذئب أكله، وفتنة زوجة العزيز التي دعته لنفسها وأبى خوفا من غضب الله وبسبب أخلاقه العالية فتم سجنه ظلما وبهتانا، ومعروف أن النبي يوسف عليه السلام توفى في مصر لكن الروايات تعددت وكثرت عن مكان دفن جثمانه ومكان وجود قبره عليه السلام ومن هذه الروايات، أنه يوجد مقام للنبي يوسف عليه السلام في نابلس في فلسطين، ويوجد في المنطقة الشرقية من المدينة بجانب تل بلاطة الأثري، ويزور هذا المقام الفلسطينيون من كل فلسطين للوفاء بنذورهم، لأنه يعتبر مكانا دينيا، لكن في الحقيقة تنفي جميع المصادر التاريخية وجود قبر النبي يوسف عليه السلام في هذا المكان، بالرغم من تأكيد الرواية اليهودية لوجود القبر في نابلس، وأن النبي موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر إلى فلسطين وبحسب وصية النبي يوسف عليه السلام قام نبي الله موسى بأخذ رفات النبي يوسف عليه السلام ودفنها في نابلس.

لكن الجدير بالذكر أن التوراة التي ذكرت هذه المعلومات كتبت بعد ستمائة عام من مجئ النبي موسى عليه السلام، فمن المستبعد بشكل كبير أن تكون هذه الرواية صحيحة، ويعتقد أن النصب الموجود في نابلس هو مجرد نصب ديني تذكاري يجب علينا احترامه بالرغم من عدم وجود جثة النبي يوسف عليه السلام فيه، وأيضا قيل أن القبر الموجود في مدينة الخليل في فلسطين، لكن هذا القبر ترجح المصادر التاريخية بأنه غير ممكن بتاتا أن يكون قبر النبي يوسف عليه السلام، لأن القبر بني على أساس حلم لوالدة أحد الخلفاء العباسيين، حيث حلمت أن النبي يوسف عليه السلام مدفون في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وعندما تم البحث في الحرم الإبراهيمي وجد هنالك خشبة فتم الاعتقاد بأنها خشبة من مخلفات القبر وعلى أساسها تم بناء القبر الموجود في الخليل، وتذكر الروايات أن النبي موسى عليه السلام قبل خروجه من مصر بحث عن قبر النبي يوسف وقامت امرأة بدله على مكان القبر بشرط أن يدعو لها بطولة العمر، قيل بأن تكون رفيقته فى الجنة، وبعد أن وجد القبر أخذه وقام بدفن جثمانه بجانب قبر والده النبى يعقوب عليه السلام وجده نبى الله الخليل إبراهيم عليه السلام، وقيل أن نبى الله موسى عليه السلام، وبحسب راوية شائعة.

استخرج الجثة من النيل وأخذه معه لبيت المقدس وتم دفن يوسف عليه السلام بجوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم عليهم السلام في مدينة الخليل وفي روايات أخرى أنه دُفن في مدينة نابلس في فلسطين، وإن بعض المؤرخين والباحثين أشاروا إلي أن مكان دفن نبى الله يوسف عليه السلام لا زال في مصر في نهر النيل وقيل أيضا بأنه لايوجد قبر نبي من أنبياءالله تعالى معروف مكانه وتتعدد الروايات والقصص الكثيرة حول أماكن دفنهم عليهم السلام، وهناك أيضا عدد من المؤرخين أجمعوا أنه حين حضر نبى الله يوسف عليه السلام الموت جمع إليه أخوته وقومه من بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه وتوفي عليه السلام وكان عمره مائة وعشرون عاما، وبعد موت يوسف عليه السلام فقد اختلف أهل مصر في مكانِ دفنه واشتد الصراع بين الناس وتعددت الروايات ولكن الراجح منها أن قوم يوسف عليه السلام سواء من أرض كنعان أو من مصر قد اتفقوا في النهاية على وضعه في صندوق من المرمر ودفنه في نهر النيل بحيث يمر عليه الماء وتصل بركته لجميع مدن وقرى مصر وما حولها، وأن قبر نبى الله يوسف عليه السلام قد ظل في مكانه لسنوات طويلة إلي أن أوحى الله إلى نبيّه موسى عليه السلام.

أن ينقل قبر يوسف عليه السلام إلى بيت المقدسِ عند آبائه ولم يكن يعلم كليم الله حتي هذه اللحظة مكان دفنه فقيل له إن عجوزا من بني إسرائيل تعرف مكان دفنه فلجأ إليها نبى الله موسى عليه السلام ليسألها فأعلمته بأن قبر يوسف عليه السلام في صندوق في النيل، وفي رواية أخرى، قيل أن كان هناك جارية المقتدر التي كانت تسكن القدس وقد سألت عن قبر يوسف عليه السلام لإظهار القبر وبناءه، فخرجوا إلى البقيع بالجزيرة العربية ووجدوا هناك حجرا كبيرا، فأمر إبراهيم الخلنجي بكسر الحجر، وانكسرت منه قطعة كبيرة فلما أزاحوا الحجر فإذا بنبى الله يوسف علية السلام ولم يتغير شيء من حسنه ولا جماله، وصارت روائح القبر تفوح بالمسك، ثم أغلقوا الصخرة وبنيت عليها القبة الموجودة إلى الآن، وتسمى بالقلعة، وفى منطقة الباطنية بالدرب الأحمر خلف الجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، هناك مسجد مغلق منذ فترة وفوقه لافتة مدون عليها هنا قبر سيدنا بنيامين شقيق سيدنا يوسف الصديق، لكن الطريف أن بنيامين له مقامات فى عدة أماكن أخرى أيضا مثل فلسطين، وفى لبنان، وأن هناك روايات عديدة تم تداولها حول مكان قبر نبى الله يوسف عليه السلام حيث ردد البعض أن مكان دفنه في نيل مصر حتي اختلف المصريون القدماء حول مكان دفن عزيزهم واجتمعوا علي ضرورة أن يكون القبر في بقعة آمنة بنيل مصر حتي تعم بركة نبي الله علي الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock