مقالات

همسات مع بداية عام جديد

محمد الشيخ خبير التنمية البشرية والمعالج بالتنويم الايحائى
الشرقيه

قال الحسنُ البصريُّ رحمه الله ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد وعلى عملك شهيد، فتزوّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود إلى يوم القيامةالهمسةُ الأولى إليكَ أنت يا كلَّ قارئٍ لِأحرُفي هذه هاهيَ أيامٌ من أيامِ الله خلَََت وانقضَت وساعاتٌ ودقائقٌ تصرَّمت وانتهت فهل يا تُرى عمَرناها بالطاعاتِ وتحصيلِ الحسنات؟
أم لطَّخناها بالمعاصي واقترافِ السيِّئات وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى

الهمسةُ الثانية يا كلَّ عبدٍ مسلمٍ وجهه لله إنَّ ما مضى لن يعود وما فاتَ لن يرجعَ ولوْ بذلتَ الغالي والنَّفيس فاغتنم حياتكَ من الآن فكُلُّنا لا يدري متى يموت! إنَّ لكلٍ منَّا خُططاً وأهدافاً وأفكاراً ومشاريع سواءً على المستوى الفرديِّ أو على المستوى العام فهل يا تُرى قد قُمنا بالتخطيطِ اللازمِ لميلادها وإنشائها؟
الهمسةُ الثالثة: إلى كلِّ داعيةٍ وطالبِ علم .. في نهايةِ هذا العام اِسأل نفسك .. أينَ أنت؟ وماذا قدَّمت؟ ما هيَ مخطَّطاتك؟ وماذا تريد؟ ألا تكفي الأعمالُ الاِرتجاليةُ دون تخطيطِ أو تفكير؟ ألا يكفي الانشغالُ بالمهمِّ عن الأهم؟ الهمسةُ الرابعة: إلى كُلِّ إعلاميّ برزَ في مجاله .. تعلمُ – حفِظك الله – حجمَ الإعلامِ ومدى تأثيرهِ على واقعِ الأمة، ودورُه الكبير في توجيهِ الناس وقيادتهم – سلباً كان أو إيجاباً – .. فلقد جعلَ الإعلامُ من هذا العالمِ بيتاً واحداً .. وهوَ سلاحٌ ذو حدَّينِ – كما يُقال – فإما أن يُستخدمَ في الخيرِ – فهذا والله هوَ الفلاحُ والفوز – ، وإما أن يُستخدم لنشرِ الشرِّ وقدحِ الشَّرر فهذِه هيَ الخسارةُ والخيانةُ لعُقولِ الأمة .. فالذي ينبغي أن يتعاونَ الجميعُ من أجلِ تصحيحِ مجالاتِ الإعلام ودخولها بكلِّ قوة – ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا – .
الهمسة ُ الخامسة: إلى كلِّ من ولاَّهُ الله أمراً من أمورِ المسلمين – أمراً خاصاً أو عاماً – .. تذكر أنَّ اللهَ سائلُك .. تذكَّر أنك ستقفُ في محكمةٍ يقضي فيها الله – جلَّ الله – ، إنَّ هذه الأمانةِ التي تولَّيتها إما أن تكونَ ممراً لكَ إلى الجنة .. وإما أن تُبعِدَك عنها – والعياذً بالله – فاتَّق الله فيما تولَّيت .. واسأل ربَّك الإعانة والتوفيق .. فإنه خيرُ معين. بالصبرِ والإيمانِ
الهمسة السادسة: أيتُها المرأةُ الفاضلة الطاهرةُ الشريفةُ العفيفة – أَّماً أو أختاً أو بنتاً – .. أيتُها الصالحةُ الوفيَّةُ لدينها .. أمامكِ تحدِّياتٌ عصيبة .. في ظلِّ تردٍ أخلاقيّ وطغيانِ رزيلة .. آنَ لكِ أن تتقدَّمي الصفوف لرعايةِ الفضيلة .. وتحصينِِ الأسرةِ بدينِِ الفطرة .. يا حرةً قد أرادوا جعلها أمةً غربيةُ الفعلِ لكن اِسمها عربي يا درَّةً حُفِظت بالأمسِ غاليةً واليومَ يبغونها للَّهوِ واللعبِ
الهمسةُ السابعة: إلى من أطلقَ قلمه ولِسانه في النيلِ من ذلك العالِم .. أو التحريضِ بذلك الداعية .. أوِ الانتقاص من تلكَ الشعيرة الدينية .. أو لمزِ العفةِ والطهرِ والفضيلة .. أقولُ لهم: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}
وما مِن كاتبٍ إلا سيفنى ويُبقي المرءُ ما كتَبت يداهُ فلا تكتُب بكَفِّكَ غيرَ شيءٍ يسُرُّكَ في القيامةِ أن تراهُ
الهمسةُ الثامنه : أيُّها الشابُّ المُباركُ المُحِّبُّ لدينهِ ووطنه .. لا يخفاكَ أنَّ أمة الإسلامِ اليوم تواجِهُ أزماتٍ قاسية .. وهجماتٍ شرِسةٍ ضارية .. موجهةٌّ تارةً من عدوِّها الخارجيِّ – وتارةٍ من عدوٍ داخليٍ لدود – .. جعلوا الإسلام شِعاراً .. والإصلاح وبُغيةَ الحضارة والتمدُّن دثاراً .. فلا تغرَّنك فِعالهم .. ولا تهولنَّك دعواتهم .. بل عليكَ مواجهتهم بسلاحِ العلمِ والتقوى.. ولْتكن قريباً من العلماءِ والأكابِر .. فبالبركةُ معهم .. واسلُك طريقهم حيثُ تيمَّموا ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock