مقالات

الدكروري يكتب عن حياة المؤمنين

الدكروري يكتب عن حياة المؤمنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أمرنا الله عز وجل بتخلق بخلق القرآن، وحثنا رسوله الكريم علي مكارم الأخلاق، ولنا الوقفه مع المرأة التي كانت عند حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطتها السيدة عائشة رضى
inbound4217911394361677749
الله عنها تمرة وطلبت من إبنها إحضار شيئا وإن أحضره تعطيه تمرة، فأحضر الشيء وعاد فأعطتها له، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو لم تعطها له لكتبت عليك كذبة، ولحاسبك الله عز وجل عليها يوم القيامة” وهذا الرجل الذي ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو إبنه، ويقول يا أمير المؤمنين إن إبني عقني، والعقوق هو العصيان وعدم الطاعة والإحترام الواجب للآباء، فاستدعى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الولد، وقال له لم عققت أباك؟ فقال يا أمير المؤمنين إن أبي عقني قبل أن أعقه. 
قال عمر بن الخطاب وكيف؟ قال الولد أن والدى لم يُحسن اختيار أمي، فأنا ابن أمَة سوداء، أي بمعني إبن جارية سوداء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” تخيروا لنطفكم فإن العرق دسّاس ” ولم يُحسن اختيار إسمي، فسمّاني جُعلا، والجعل أى الجعران أو الخنفسة التي تعيش في الحجارة والتراب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “أحسنوا أسماء أبنائكم، فإنهم يُدعون بأسمائهم يوم القيامة” ولم يُعلمني كتاب الله، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” إذهب يا رجل، فقد عققته قبل أن يعقك” وإن هذه الحقوق قد تناسها الناس في زماننا، إذ أنت وحدك المكلف بها أنت وزوجك، لا تعتمد على غيرك، وإياك أن تقول أنا مثلي مثل الناس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحرّج من ذلك فقال. 
“لا يكن أحدكم إمّعة، يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساء الناس أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساء الناس أن تحسنوا” فعليك أن تخرّج لهذا المجتمع أبناء بررة، أتقياء أنقياء أوفياء، يقومون بهذه القيم الإلهية التي نحن في أمّس الحاجة إليها الآن لإصلاح هذا المجتمع، فلا يوجد قانون في مجتمعنا لإجبار الخلق عليها، أو محاسبتهم عليها، إلا قانون رب العالمين سبحانه وتعالى، وذلك يوم الدين وأيضا أثر ذلك يعود علينا الآن، لأننا قد أصبحت حياتنا غير الحياة التي يرجوها الله لعباده المؤمنين، فحياة المؤمنين، حياة طيبة مباركة، فيها لطف وفيها أنس، وفيها هدوء، وفيها سكينة وفيها طمأنينة، وفيها بركة في الأرزاق، وفيها كرامة في الأخلاق، وفيها سعادة في الوفاق.
فيكون المجتمع في أمن وأمان بالقيم الإيمانية التي أنزلها في القرآن، وكان عليها النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وصحابته المباركين رضى الله عنهم أجمعين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock