مقالات

الدكروري يكتب عن الراحه في الصلاة

الدكروري يكتب عن الراحه في الصلاة

الدكروري يكتب عن الراحه في الصلاة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن إقامة شعيرة الصلاة فيها الراحة النفسية لكل مسلم، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ويقول “أقم الصلاة يا بلال، أرحنا بها” رواه أبوداود، فالإنسان مكون من جسد وروح، فكما يغذي جسده بالطعام مرتين أو ثلاثا يوميا، فعليه أن لا يهمل غذاء الروح وإلا أصبح حيوانيا، ويقول تعالى “إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا” فالمسجد هو الأساس في المجال الدعوي، ليس للمسلمين فحسب، وإن من اللطائف عن المسجد هو جواز إدخال الكافر للتعليم، لأن يسمع كلام الله في المسجد، واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة رضى الله عنه في الصحيحين “أن ثمامة بن أثال، وهو سيد بني حنيفة، أراد أن يهاجم الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة، وكان قائد بني حنيفة، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أعدو عليه إن شاء الله. 

inbound7928939672210338046

فأرسل عليه أبا سليمان خالد بن الوليد سيف الله المسلول، فصاده خالد كما يصاد الثعلب، وأتى به إلى المدينة وربطه في المسجد، وخرج عليه الصلاة والسلام على هذا السيد، وكان من رجالات العرب، قال يا محمد، إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، يقول انتبه إن عفوت عني سوف أحفظ جميلك، وإن قتلتني فلا تظن أن دمي سوف يذهب هدرا، ورائي ألوف فتركه عليه الصلاة والسلام وصدف عنه، وكان يسمعه آيات الله البينات في الصلوات، فقال تعالى فى سورة التوبة “وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله” وهو منطق العقل والحجة والبرهان لا تضربه ولا تقتله حتى تحاوره وتناقشه وتفهمه، فقال تعالى فى سورة الأنعام “قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا” وقال تعالى فى سورة البقرة “قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين” 

فلما سمع كلام الله ثلاثة أيام، قال أطلقني يا محمد، فأطلقه، فذهب إلى النخل واغتسل وأتى وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فإن من الحكمة أن يؤتى برجل ولو كان كافرا، يسمع كلام الله، يسمع الخطبة، يسمع قراءة الإمام، فإن هذا جائز عند أهل العلم، والمقصود الأعلى في هذا أن نسمع الناس الحجة، أن نسمعهم كلام الله، أن نبلغ دعوتنا للناس، وها هو لم نقدم للغرب شيئا ونحن عالة عليهم في عالم المادة، فالواجب أن نقدم لهم الإيمان، فقد جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم من المسجد جامعة لنشر العلم وتخريج العلماء، وقد كانت بلاغته و فصاحته هما السبيل لذلك، فجعله جامعة كبرى للعقائد، والأخلاق والسلوك والآداب والشعر والخطابة والطموح، والرسول صلى الله عليه وسلم، أكثر حلقاته وتعليمه في المسجد، وهذا هو الميراث الذي تركه.

فعن أبي هريرة رضى الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها، فقال يا أهل السوق ما أعجزكم، قالوا وما ذاك يا أبا هريرة ؟ قال ذاك ميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم وأنتم ها هنا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه، قالوا وأين هو ؟ قال فى المسجد فخرجوا سراعا، ووقف أبو هريرة رضى الله عنه ولم يبرح مكانه حتى رجعوا فقال لهم ما بكم ؟ فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نرى شيئا يقسم، فقال لهم أبو هريرة رضى الله عنه وما رأيتم في المسجد أحدا ؟ قالوا بلى، رأينا قوما يصلون وقوما يقرأون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة رضى الله عنه ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم، رواه الطبراني بإسناد حسن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock