مقالات

الدكروري يكتب عن قراءة القرآن في رمضان

الدكروري يكتب عن قراءة القرآن في رمضان

الدكروري يكتب عن قراءة القرآن في رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ينبغي علي المسلم أن يراعي القراءة للقرآن في شهر رمضان، ولكن هل نستعجل بالقراءة أو نقرأ على مهل ولو لم نختم، أو ماذا نفعل؟ فإن الاقتراح أن يكون لك ختمتان أو أن يكون لك قراءتان، ختمة بالحدر، تقرأ فيها بقراءة
الحدر لتنهي القرآن، وقراءة أخرى متأنية مع الرجوع للتفسير والتدبر، فيكون لك نصيب من قراءتك حدرا تمشي فيه، وختمة ثانية تبدأها من أول القرآن أيضا، بالتفسير والتدبر، وهو أن تفرض أن عندك مثلا ساعة لقراءة القرآن، فأنت قد تقرأ في نصف ساعة جزءا، حدرا، والنصف الساعة الأخرى تأخذ فيها ثلاث آيات خمسة سبعة تأخذ آيات للتدبر لا بد، والجمع بينهما مفيد جدا، فإن هناك بعض الناس إذا قلت له اقرأ قراءة الحدر لكي تنهي الختمة في رمضان، قال لك ما أفهم أنا.
وإذا قلت له تدبر وارجع للتفسير، يقول لك ما أنهينا الختمة، ولذلك الحل هو هذا، أن يكون لك ختمتان واحدة ممكن تنهيها في رمضان، وواحدة ممكن تنتهي في ستة أشهر، وهذا ليس خسارة على الإطلاق لأن الله أنزل القرآن للتدبر وبالتفكر وهذا يأخذ وقتا، وهل يجوز الغياب عن العمل بحجة الصيام؟ كلا، لأن العمل هذا تأخذ عليه أجرا هذا ليس مجانيا وتطوعيا، وإلا قل تطوعيا ممكن تغيب، فإذا غبت عنه وأخذت مالا مقابله فأنت لا تستحقه، فيقول سائل أبي متقدم في السن ويريد الصيام ونحن نمنعه لأنه مريض وقد يؤدي إلى وفاته، فنقول له بأن الله تعالى قال فى سورة النساء ” ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكرمك رحيما ” وقال تعالى فى سورة الحج ” ما جعل عليكم فى الدين من حرج ” 
فالذين لا يطيقون الصيام ولا يستطيعونه عليهم فدية إطعام يوم فقط، ولذلك يقال له أطعم عن كل يوم مسكينا، أو فى آخر الشهر أطعم ثلاثين مسكينا، ويكفيك والحمد لله، وجبة غداء، أو وجبة عشاء، أو وجبة إفطار مثلا أو وجبة سحور في رمضان تقدم للمساكين على عدد الأيام ثلاثين وجبة توزع، فنحن نعيش الآن في شهر عظيم قد تزين الكون لاستقباله وتنبض القلوب فرحا وشوقا للقائه حتى من أولئك المفرطين نرى ذلك الفرح يغمرهم وينطق سرورا على محياهم، فهو شهر هيأ الله الكون كله لاستقباله، فتزينت الجنة لأهلها وفتحت أبوابها شوقا لهم وفرحا بأعمالهم، والنار قد غلقت أبوابها، والشياطين قد صفدت لكى تكف عن الوسوسة والصد عن سبيل الله، والقعود لأهل الطاعة في طريقهم. 
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزف لأصحابه البشرى بقدوم شهر رمضان إنه الحبيب الذى طال انتظاره، لقد استبد الشوق بالقلوب، وإن لقدوم الحبيب الغائب لفرحة ما أروعها من فرحة، إنه الحبيب وقد لحقنا قدومه وشاهدنا موكبه الذي أتي إلينا، فيا ترى كيف كان النبى صلى الله عليه وسلم يستعد لهذا الموكب الكريم؟ فهذا هو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ويكيفه هذا شرفا وفضيلة، ولقد فضل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور وجعله أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام وأنزل فيه القرآن وفيه تغفر الذنوب ويعتق الله عز و جل من يريد من النار، وهو شهر البركة وشهر الأرحام, وفيه ليلة هي خير من ألف شهر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock