الدكروري يكتب عن أنس في معركة طف كربلاء
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن الصحابي الجليل أنس بن الحارث رضوان الله تعالى عليه، ولا شك في أن لهذا الصحابي دورا بارزا في معركة طف كربلاء في نصرة

الإمام الحسين رضى الله عنه، وقد تقلد بعض الأدوار في تلك المعركة من قبل الإمام الحسين رضى الله عنه، وذلك لشجاعته وقوة عقيدته وصلابة إيمانه وحبه وولائه للبيت النبوي الشريف، ومن الأدوار التي أُوكلت إليه، هو إرساله من قبل الإمام الحسين رضى الله عنه، وكان ذلك ليوعظ عمر بن سعد، بعد أن وعظ الإمام الحسين رضى الله عنه، أعدائه، فرآهم الحسين رضى الله عنه، لا ينفع بهم الوعظ، وإن الشيطان أغرهم بالدنيا الدنية الزائلة، ورآهم الحسين رضى الله عنه، مصرين على مقاتلته، فرجع الحسين رضى الله عنه.
إلى أصحابه وقال لهم قول الحق سبحانه وتعالى ” استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون “فأمر الحسين رضى الله عنه، الصحابي أنس الكاهلى أن يذهب إلى القوم ويعظهم مرة أخرى، عسى أَن يرجعوا، وقال الحسين رضى الله عنه ” أنا أعلم أَنهم لا يرجعوا ولكن تكون حجة عليهم ” فانطلق أنس فدخل على ابن سعد، ولم يُسلم عليه، فقال ابن سعد له، لِما لم تسلم عليّ ألست مسلما؟ فرد عليه أنس بن الحارث رضى الله عنه، فقال له، والله لست أنت مسلم، لأنك تريد أَن تقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا ردا قويا جعل من ابن سعد أن ينكس رأسه إذلالا، ويقول والله إنى لأعلم أَن قاتله في النار ولكن لا بد من إنفاذ حكم عبيد الله بن زياد، فرجع أنس رضى الله عنه.
إلى الإمام الحسين رضى الله عنه، وأخبره بذلك، وكان عندما نوى الإمام الحسين رضى الله عنه، الرحيل إلى العراق، فكان هذا الصحابى الجليل ملازما له، ومن أنصاره في الطف مع من أدركته السعادة، وكان شيخا كبيرا طاعنا في السن وقورا شجاعا، وعندما وصلوا إلى طف كربلاء وعند ملاقاة القوم لهم، طلب من الإمام الحسين رضى الله عنه، أن يأذن له في القتال وأن يجاهد بين يديه، فأذن له الحسين رضى الله عنه، فبرز رضوان الله عليه، وشد وسطه بعمامة، ثم دعا بعصابة عصب بها حاجبيه ورفعهما عن عينيه، وعند بروزه كان يقول، قد علمت كاهلنا وذودان، والخندفيون وقيس غيلان، بأن قومي آفة للأقران، يا قوم كونوا كأسود خفان، واستقبلوا القوم بضرب الآن، آل علي شيعة الرحمن.
وآل حرب شيعة الشيطان، ويروى أن الإمام الحسين رضى الله عنه، ينظر إليه ويبكي ويقول ” شكر الله لك يا شيخ ” وهو يقاتل على كبر سنه قتال الأبطال لا يرهبه جيش بني أمية وقد أبلا بلاء حسنا، فقد روي أَنه قتل منهم ثمانية عشر رجلا، من جيش يزيد بن معاوية، ثم نال شرف الشهادة رضوان الله عليه، مع الإمام الحسين رضى الله عنه، ومع من أستشهد في معركة طف كربلاء، وسمت روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء ” وحسن أولئك رفيقا “
زر الذهاب إلى الأعلى