العصر المظلم

العصر المظلم ..
أحمد عبدالقادر
“كان من المخيف أن تكون على قيد الحياة عام 536”.
البروفيسور مايكل ماكورميك
يبدو أن الربيع علي غير عادته إنخفاض هائل فى درجة حرارة الأرض، وعلى غير غره تحجب أشعة الشمس، فى مشهد يبدو الشمس كالقمر وأشعة لا بريق لها وغير موثوقة.
إنه العام 536 م، أسوأ عام مرت عليه البشرية، وانقلبت كل مظاهر الحياة وكائناتها الغير بشرية، حيث انهيار عظيم فى نوعية وجودة الحياة.
لقد مر العالم بما هو سئ، ولكن الأسوأ عام 536 م، فإن الموت الأسود فى عام 1349م، قضى على نصف أوروبا. وفي عام 1918م، عندما قتلت الأنفلونزا 50 مليون إلى 100 مليون شخص، معظمهم من الشباب. قال ماكورميك، المؤرخ عالم الآثار: “من أسوأ الفترات أن تكون على قيد الحياة، فى عام 536م”.
ماذا_حدث؟
إنه الإنفجار البركاني الضخم فى أيسلندا فى عام 536 م، أطفأ الرماد نصف الكرة الشمالي ، مما أدي إلى أن انخفضت درجات الحرارة، ومن ثم تغير مناخي مفاجئ أجبر الشعوب على إجراء تغير نمط زراعة الطعام. فقد عم ضباب غامض أغرق أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا في الظلام، ليلاً ونهارًا – لمدة 18 شهرًا.
وقال كريستوفر لوفلوك، في حين أن 536 نتج عنها “مجموعة مروعة من الظروف، كظهور المجاعة ودرجات الحرارة الباردة وتفشي الموت الأسود، هذا أجبر البشر على تغيير الطريقة التي تمكنهم من إدارة الموارد الاقتصادية.
وعرف منتصف القرن السادس أنه عصر_مظلم، ولقد تبع بركان آيسلندا ثورانان هائلان آخران، في 540 و 547. مما أدى إلى عصر جليد نتيجة ارتفاع الرصاص بالغلاف الحوي، مما ساعد على على ظهور ركود اقتصادي استمر حتى 640م.
والخلاصة: ظلام، وجليد، ونفوق حيوانات، ومجاعات بشرية، ومن ثم ركود اقتصادي، وشح الذهب، والتعامل بالفضة، ونهاية الآمر الموت الأسود الذى قضى على ثلث الامبراطورية الرومانية وعجل بإنهيارها. فما نواجهة اليوم من فيروس كوفيد ١٩، حتى الآن أقل بكثير مما واجهة العالم من ظروف وبائية ومجاعة وغضب الطبيعة.