المرأة والطفل

الصَّمْت الزوجي .. جَفَاف عَاطِفِيٌّ وَتَبَاعَد وِجْدَانِيٌّ

بقلم/احمد قطب زايد
الزَّوَاج ارْتِبَاط يُصَاحِبُه الْحَبّ وَالِاحْتِرَام ، وَهُو سَكَن وَمَوَدَّة لِكِلَا الطَّرَفَيْنِ وَلَكِن الْحَيَاة الزَّوْجِيَّة كَسَائِر العَلاَقَات الْإِنْسَانِيَّة تَتَعَرَّض فِى الْحَقِيقَة لفترات فُتُورٌ وبُرُود وَصُمْت بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ ، وَإِذَا لَمْ يَنْتَبِهْ أَحَدِ الطَّرَفَيْنِ ويحاول مُعَالَجَة الْخَلَل ، فَإِنَّ النَّتِيجَةَ هِي جَفَاف عَاطِفِيٌّ وَتَبَاعَد وِجْدَانِيٌّ ، وَلَا نبالغ إذَا قُلْنَا إنَّ الْخَرَسَ الزوجي أَو الصَّمْت الزوجي قَدْ يُؤَدِّي إلَيّ طَلَاق رُوحِي بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ ، حَيْث نَجِد أَنَّهُمَا يَعِيشَان تَحْتَ سَقْفٍ وَاحِد ، وَلَكِنَّهُمَا منفصلان مَعْنَوِيًّا . أَنَّهُ وَاقِعٌ يَجْهَلُه الْكَثِيرُون فَهُوَ طَلَاقٌ غَيْرِ مُعْلِنٌ لِلْآخَرِينَ وَهُوَ أَخْطَر أَنْوَاع الطَّلَاق . أَنَّ الْأَسْبَابَ الْمُؤَدِّيَة إلَى الصَّمْتِ الزوجي يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَطَبِيعَةٌ الْعَلَاقَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ ، فَقَدْ يَكُونُ مِنْهَا عَدَمُ الصَّرَاحَة وَالْوُضُوح بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ ، و كَثْرَة الْمُشْكِلَات بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ سَوَاءٌ بِسَبَب الْأَبْنَاء أَوْ بِسَبَبِ الْأُمُور الْمَادِّيَّة وَانْتِشَار الْخِلَافَات الزَّوْجِيَّة وَتَدْخُل الْأَقَارِب وَسُوء الِاخْتِيَار ولصعوبة حصر الْأَسْبَاب الْمُؤَدِّيَة إلَى أَزْمَةٌ الصَّمْت الزوجي هُنَاك أَكْثَرَ مِنْ سَبَبِ مِنْهَا عَدَمُ اخْتِيَار الزَّوْجَة الصَّالِحَة وَاخْتِيَار الزَّوْج الصَّالِح لِأَنَّ حُسْنَ الِاخْتِيَار هُو بِدَايَة الِاسْتِقْرَار وَلَه دُور حَاسِم فِى مُسْتَقْبِل الْحَيَاة الزَّوْجِيَّة لَكِن تَحَوَّل هَدَف مُعْظَم الْمُقْبِلَيْن عَلَى الزَّوَاج إلَى المعايير الْأُخْرَى كجمال الْمَرْأَة وَالْمَكَاسِب الْمَادِّيَّة أَوِ الاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِي سيحققها الزَّوَاج وَغَدًا الزَّوَاج مَشْرُوعًا مَادِّيًّا مُعْظَم الْأَحْيَان .
وللتغلب عَلَى الصَّمْت الزوجي يَجِبُ التَّجْدِيدُ وَالتَّغْيِير والتغلب عَلَى رُوتِين الْحَيَاة بِأَىّ أفْكَار حَتَّى لَوْ كَانَتْ صَغِيرَةً كَتَغْيِير فِي رُوتِين يَوْم الْأَسِرَّة مِثْل الْخُرُوج لأِمَاكِن وَلَوْ كَانَتْ قَرِيبَةً ، أَو زيارات سَرِيعَة للأصدقاء ، أَو تَسُوق اونزهة قَصِيرَة . ومناقشة مَوْضُوعَات وأَفْكَار مُخْتَلِفَةٌ . عزيزى الْقَارِئ كُنّ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الِاسْتِمَاعَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ يَخْلُق جَوّا مِنَ التَّفَاهُمِ وَالسَّعَادَة بَيْنَهُمَا ، فيحاول أَحَدِ الطَّرَفَيْنِ الْإِصْغَاء لِلْآخَر بِكُلّ وِجْدَانِه وَيُصْبِح بِكُلّ حَوَاسِّه مَع الطَّرَفِ الْآخَرِ . أَحْرَص اخَى الْكَرِيمِ عَلَى كَلِمَاتٍ جَمِيلَة وَلَو بَسِيطِه تُسَاعِدُ عَلَى وُجُودِ تُوَاصِل وحوار فَعَّال وَالْحِرْصِ عَلَى تَوْجِيهِ الشُّكْر لِأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ تَفَرَّق فِى حَيَاة الزَّوْجَيْن والسعى عَلَى بَدْءٍ أَىّ حِوار وَلَو بَسِيطٌ يُسَاعِدُكَ عَلَى الْحَدِيثِ فِى الْأُمُور الَّتِى تَخْشَى مِن التَّحَدُّث فِيهَا . أَيُّهَا الزَّوْجَان : أَنَّ الصَّمْتَ الزوجي لَا يُهَدِّد حياتكما الزَّوْجِيَّة فَقَط ، بَل يُهَدِّد مُسْتَقْبِل وَشَخْصِيَّة أطفالكما فَهُو يفقدهم الْإِحْسَاس بدفء الْأَسِرَّة وَاسْتِقْرَارِهَا وَيَجْعَلَهُم انطوائيين ، غَيْر قَادِرِينَ عَلَى التَّوَاصُلِ مَعَ الْغَيْرِ . أَنَّ الصَّمْتَ الزوجي لَا يُهَدِّد فَقَط حياتكما الدُّنْيَوِيَّة ، بَل الأخطر أَنَّهُ يَفُوتُ عَلَيْكُمَا نِعْمَة التلاحم وَالتَّعَاوُن إلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ دَارَ الْبَقَاءِ ، حَيْث يُخَاطَب اللَّهُ تَعَالَى الْأَزْوَاج الْمُتَّقِين قَائِلًا : “ادخلوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تحبرون” ( الزُّخْرُف : 70) أَىّ تُسِرُّون وتنعمون وتكرمون ، ويأتيكم مِنْ فَضْلِ رَبُّكُمْ مِنْ الْخَيْرَاتِ وَالسُّرُور . اللَّهُمَّ يَا مُؤَلِّفٌ الْقُلُوب أَلْفٌ بَيْنَ قُلُوب الْأَزْوَاج عَلَى مَحَبَّتِك وَطَاعَتِك بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ إنِّي بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ فَأَشْهَد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock