دين ودنيا

الدكروري يكتب عن وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا

الدكروري يكتب عن وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إذا كان في رد المسلم عن عرض أخيه المسلم، والانتصار له في مظلمته، الثواب الجزيل من الله عز وجل، فكيف إذن بالرد عن أعراض العلماء الربانيين، والانتصار لهم من طعن الطاعنين، فالواجب على أهل الحق والإيمان الدفاع عن العلم والعلماء، ومعرفة قدرهم، وحفظ مكانتهم، والصدور عن أقوالهم، فإنهم أقرب الناس إلى الحق، وأنصحهم للخلق لأنهم ورثة الأنبياء عليهم السلام، ولا أحد في البشر أعلم من الأنبياء ولا أكثر نصحا منهم، وقد قال الله تعالى فيهم فى سورة الأنبياء “وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا” وكما قال الله عز وجل في العلماء فى سورة العنكبوت ” بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم وما يجحدوا بآياتنا إلا الظالمون” فواجبنا عباد الله الذب عن العلماء ذبا عن الشريعة، والانتصار لهم انتصارا للملة، وواجب على أهل الإيمان عدم تصديق هؤلاء المفسدين في أكاذيبهم.

ولا الانسياق خلف أراجيفهم، فإنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، ولقد بعث الله تعالى الأنبياء وبدأوا بنشر الأخلاق بين الناس، ثم بعث النبي الكريم محمد صلى الله علي وسلم ليتم ما بدأه الأنبياء من قبله، فلا يصح دين بلا خُلق، ولا يصح خُلق بلا دين، ويعرف الخلق بأنه هيئة راسخة في النفس، تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر وروية، وقد تكون هذه الأفعال محمودة وقد تكون مذمومة، وتكمن أهمية الأخلاق في أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الغاية من بعثته أن يتممها، فقال ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فعلى الرغم من أن الاخلاق ليست أهم شيء بُعث به النبيون فالعقيدة والعبادات أهم، ولكن هذا مما يدل على أهميتها في الإسلام، فالأخلاق يدركها الناس من خلال تعاملهم مع بعضهم البعض، ولقد عظم الإسلام الأخلاق.

فجعل التحلي بها عبادة يؤجر المرء عليها، وجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أساس التفاضل بين العباد يوم القيامة، فأقرب الناس مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحاسنهم أخلاقا ولا شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حُسن الخلق، وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق مع التقوى، كأكثر سببين يدخلان العبد الجنة، فقد روي عن رسول الله أنه سئل صلى الله عليه وسلم؟ ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال تقوى الله وحسن الخلق” والأمّة التي تفقد أخلاقها فقد فقدت كيانها، فمؤشر استمرار الأمم وبقاؤها هو الأخلاق، وتساعد الأخلاق بشكل كبير على إنهاء العداوة والمشاكل بين الناس، ولا يحقّق الإنسان الستر المعنوي الذي أمر الله تعالى به إلا بالأخلاق، فقال تعالى ” يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير، ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون”

ويقول الله تبارك وتعالى “هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا” ولقد عُني الإسلام بمرحلة الشيخوخة، وهي مرحلة طبيعية من مراحل حياة الإنسان، فقد أشار سبحانه وتعالى إلى المرحلة الجنينية، والمرحلة الطفولية، ومرحلة بلوغ الأشد، وتشمل مرحلة الشباب والكهولة، ثم مرحلة الشيخوخة فقال تعالى ” ثم لتكونا شيوخا” والشيخوخة مرحلة ضعف، فقال تعالى ” ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبه، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير” فإن الأيام ومضي الأعوام وعوامل النحت تعمل عملها في الإنسان وقد عبّر عن ذلك نبي الله زكريا عليه السلام حينما قال “رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا”

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock