أدب وشعر
إنسان مع العالم الآخر(١١) المؤامرة

بقلم عبدالحميد أحمد حمودة
اختفى النور من أمامه وكان الوقت متأخرا من الليل، فنهض من سريره ليذهب إلى حديقة المنزل.
بدأ يتجول وفجأة وجد أسدًا كبيرًا أمامه ينظر إليه بقوة، وقف أمامه وسأل قائلا:
-من أنت؟
الأسد:
-أنا شيخ قبيلة، أعيش هنا مع قبيلتي
قال:
-لم أرك هنا من قبل
الأسد:
-نعم، نحن في انتظارك منذ فترة طويلة
قال:
-لماذا تنتظرني؟
الأسد:
-حتى تعرفنا، نحن أصدقاء جدك ونريد تجديد العهد معك
وبينما كان يتحدث معه سمع قرآن الفجر ورأى مسجدًا كبيرًا مضاءًا ورأى الكثير من الجن يدخلونه.
وقف متعجبا ينظر إليهم، ويتمتع بجمال ما يراه، النور يضيء من يدخله، والمسجد كبير، والنور يسطع منه.
الأسد:
-أنا ذاهب الآن لأداء صلاة الفجر وسألتقي بك قريبا إن شاء الله
قال:
-إن شاء الله
توضأ وصلى الفجر وجلس يقرأ ما أتيح له من القرآن في حديقة المنزل.
وفجأة وجد الأمير وأخته واقفيْن أمامه فابتسم لهما قائلا:
-متى خرجتما؟
قال الأمير:
-في الحال
قال:
-ماذا تُريدا مني الآن؟
قال الأمير:
-لنبقيا معك ونتعاون معًا
قال:
-أوافق على أن لن تكذب أبدًا وتكونا جيدين
قال الأمير:
-نحن نتفق ونعدك بذلك
قال:
-سنرى إن شاء الله
مع حلول الصباح، رن هاتفه، إذ أخبره أحد الأصدقاء أن ابن عمه قد وصل إلى باب الكنز، وعندما دخلوا لم يجدوا فيه شيئًا سوى مكحلة فارغة، وإن ما قاله له صحيح ويريده أن يذهب معه إلى مكان آخر.
هيأ نفسه للخروج، واصطحب الأمير وأخته معه، والتقى بصديقه، وذهب معًا إلى مزرعة يملكها قريبًا له، وبدأ يسأل الأمير وأخته، بينما رآى الكنوز في الداخل وأبوابها.
عندما سأله صديقه عما يراه بداخلها
قال:
-لا أرى شيئا!
الصديق:
-لماذا؟
قال:
-لأنه لا يوجد كنز هنا
غادروا المزرعة وعادوا إلى المنزل
جلس في الحديقة ينظر إلى الأمير وأخته قائلاً:
-لقد وعدت بعدم الكذب
كاد الأمير أن يتكلم، لكنه قاطعه قائلاً:
-لا أريدك أن تتحدث عن أي شيء، الآن أريدك أن تذهب بعيدًا ولا أراك مرة أخرى، وإذا عدت، فلن تذهب بسلام.
الأميرة:
-أريد أن أبقى معك ولن ترى شيئًا سوى كل ما يجعلك سعيدًا
نظر إليها شقيقها الأمير غاضبًا ولم ينطق بكلمة واحدة وغادر المكان واختفى.
قال:
-سنرى ماذا سيحدث بعد ذلك
عندما حلّ الليل وذهب إلى غرفته لينام، شعر بشيء يحدث، لاحظ وجود صراع بين الأمير وشقيقته يحدث داخل منزله، أراد أن يأخذها ورفضت وضربها للخروج معه.
جلس ينظر إليه بصمت حتى وصل الأمير وأخته إلى باب المنزل وكانا على وشك الخروج، ثم ظهر فارسًا ضرب رقبته بالسيف وسقط الأمير داخل المنزل قتيلا.
صُدمت الأميرة بما شاهدته وخافت بشدة وهي تنظر إليه قائلة:
-أشعر بالأسف من أجله، لقد فعل ذلك بنفسه
قال:
-هل تعلمين أي شيء عن المؤامرة؟
نظرت بدهشة وقالت:
-كيف علمت عنها؟
قال:
-إذا لم تكذبي، فسوف تنقذين نفسك
الأميرة:
-كل ما أعرفه أنه يكرهك كثيرًا واتفق مع عدة ممالك للتخلص منك
قال:
-الآن أنت صريحة، أربعة ممالك حشدوا جيوشهم وكانوا مستعدين للهجوم، بعد أن ذهب إليهم نيابة عن والده ومملكته، واتفق معهم على أن يستعدوا للانتقام مني
لكن للأسف قُتل ملوكهم قبل ثوانٍ قليلة من مقتله، الآن هذه الممالك تحت السيطرة.
نظرت إليه بذهول، كيف عرف كل هذا!
قال:
-اذهبي الآن، أريد أن أستريح وأنام، اختفت من أمامه ولم يرها.