مقالات

التحرش الجنسى للاطفال

التحرش الجنسى للاطفال

التحرش الجنسى للاطفال
بقلم هبه خميس 
إن ظاهرة التحرش الجنسي ليست حديثة على المجتمع الإنساني، ومع أنها تطال النساء بشكل خاص فإنها تطال الأطفال أيضًا، وقد ازدادت نسبة التحرش بالأطفال في الوطن العربي في الآونة الأخيرة، لكن نسبة حدوثها غير معروفة بدقة، وتكمن المشكلة في عدم الكشف عن جرائم التحرش خشية
inbound5297280252637852785
“الفضيحة”، وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن نسبة الأطفال الذين تعرضوا للتحرش في العالم قد تصل إلى 70%، لذا سنعرّف بالطرق الصحيحة لتعامل المربين مع ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال، وطرق الوقاية من حدوثها.
الهدوء وعدم الانفعالل من قبل الوالدين وإن كان الهدوء في هذه اللحظات هو الأصعب، لكن يجب تجنب ردود الفعل المبالغ فيها كالصراخ والانفعال، لأنه في البداية غالبًا ما يوجه الانفعال نحو الضحية، وهذا يشعره بأنه هو المذنب بينما المجرم لا يناله شيء من ذلك، وهذا سيزيد المشكلة سوءًا.
السماع التفصيلي والإصغاء الجيد: في هذه المرحلة يكون الطفل في حالة خوف وتوتر وهو يروي ما حدث، لذا يجب الحصول على معلومات تفصيلية وكافية من الطفل، والتعرف إلى الوضع الحقيقي، وكم عدد مرات الاعتداء أو التحرش وكيفيته ومكانه ووقته وأسباب سكوت الطفل.
وحينما يُسمح للطفل بالتعبير الحر يساعده ذلك على التخلص من المشاعر السلبية التي تسمح له بالانطلاق والتفريغ، ما يخفف من وطأة المشكلة على نفسه.
تهدئة الطفل: الأهم في هذه المرحلة بعد معرفة ما حدث إشعار الطفل بالراحة وتخليصه من التوتر والخوف الذي أصابه نتيجة ما حصل، وذلك بالسماح له بالتعبير الحر، واستعمال لغته وعدم تبديل ألفاظه، وتصديقه فيما يقول، وإظهار الحب له، وعدم سؤاله لمَ لم يخبرنا في وقت مبكر لأن هذا سيشعره بالذنب، والتأكيد أنه هو الذي يهمنا، وأننا سنعاقب من تعرض له، وأننا سنعمل على حمايته مع تعليمه كيف يتصرف مستقبلًا.
عدم إلقاء المسؤولية على الطفل: إفهامه بمدى تفهمنا لما تعرض له وأنه كان ضحية، وتقديرنا لمشاعره الخائفة، وأننا نعذره لعدم قدرته على إبلاغنا بالأمر.
عدم التسرع بالانتقام من الشخص الذي قام بالتحرش: لا يجب التسرع والقيام بتصرف عنيف تجاه المتحرش، فقد يكون شخصًا مقربًا جدًا من الطفل، ولكن هنالك إجراءات لاحقة.
العلاج وإجراءات احتواء الطفل: إن كانت هنالك شكوك بإصابة الطفل بجروح أو رضوض، يجب أخذ الطفل لإجراء الفحص الطبي وتقديم العلاج اللازم، ويجب عرض الطفل على المختص النفسي لعلاج ما يسمى تفاعل ما بعد الصدمة، وللتغلب على مشاعر الخوف والقلق التي يصاب بها الطفل بعد الاعتداء عليه، ولإعادة التأهيل النفسي للطفل.
القيام بما يلزم تجاه المتحرش: إبعاد الطفل عن الشخص الذي قام بالتحرش وحمايته منه، وإخبار الشرطة أو قسم الحماية الأمنية بالحادثة، وإذا كان المتحرش يعمل بمكان يوجد فيه أطفال أو على احتكاك معهم، يجب تحذير الإدارة التي يتبع لها من أجل حماية الأطفال الآخرين، وذلك بعد التأكد التام من أنه هو من قام بالتحرش حتى لا يشعر الطفل بالقهر والغبن، وأنه لا يوجد من يحميه أو يدافع عنه
إن توعية الأطفال هي المفتاح، وصحيح أن الوعي الكافي لا يعني ضمانة حمايتهم من أن يكونوا ضحايا للمتحرشين جنسيًا بالأطفال، لكنه سيمنح الطفل القدرة على إيقاف الأمر في حال استطاع، أو بأسوأ الأحوال أن يقوم بالإبلاغ عما حدث دون خوف من الفضيحة أو من عقاب الأهل، وتشمل توعية الأطفال
· تعليم الطفل أنه إذا أراد أحد ما فعل شيء لا يريده أو إخافته أو أشعره بعدم الراحة أو أجبره على شيء ما فيجب أن يقول “لا ” بكل قوة، وإن حاول إجباره على فعله فعليه منعه والهرب.
· تحذير الطفل من الانفراد مع أي شخص بالغ في مكان منعزل بعيد عن الآخرين.
· تحذير الطفل من الذهاب إلى الحمام في المدرسة في أثناء الحصص، حيث قد ينفرد به أحدهم، لذلك فعليه أن يستغل فترة الفسحة.
· تعليم الطفل ألا يستجيب لدعوة رجل غريب يقترب منه بسيارته، أو أي وسيلة يغريه بها.
· تحذير الطفل من تلبية دعوة الإغراءات المادية والمعنوية التي قد يقدمها له أحدهم.
· تحذير الطفل من الذهاب إلى أماكن خالية أو مهجورة.
· تعليم الطفل أنه لا يوجد ما يسمى بالأسرار بينه وبين من يثق به، كالأب والأم، خاصة عندما تتعلق تلك الأسرار بجسده، سواء كان تحرشًا أو ضربًا أو مجرد لمسة بسيطة، وعلى الطفل أن يعلم أنه مهما كان السلوك الذي تعرض له مؤذيًا، فإنه يستطيع على أي حال أن يخبر أهله عنه.
· إحاطة الطفل بالحب والحنان والإشباع العاطفي، حتى لا يبحث عنهما عند شخص آخر وينخدع بذلك
ماذا يفعل الطفل عندما يشعر أن شخصًا ما يتحرش به؟
يجب تعليم الطفل أن أفضل وسيلة عند تعرضه للتحرش هي الصراخ بقوة والرجوع ثلاث خطوات للخلف ثم الهرب فورًا من الموقع، والالتجاء إلى الأماكن العامة القريبة أو إلى البيت.
كذلك يجب تعليم الطفل في حالة كهذه أن يخبر والديه عنها بأقصى سرعة، وألا يخجل من الحديث عن هذا الموضوع فور حدوثه، وعلى الوالدين ألا يُشعرا الطفل بالذنب أو المسؤولية فهو ليس المخطئ بما حدث.
أخيرًا، ننبه إلى أنه وعلى الرغم من تحدث الأهالي باستمرار مع أطفالهم حول هذا الأمر وتوعيتهم، فإن الطفل لن يتحرك بحرية في حال تعرضه للتحرش الجنسي، وعلى الأغلب إن واجه موقفًا مثل هذا لن يتوجه إلى الأبوين مباشرة بالكلام، ولن يكون رده واضحًا من المرة الأولى، لذا فإن بناء الثقة مع الطفل، والمتابعة اليومية له ومعرفة أحداث يومه ومن يُصادق وأين ذهب للعب، تُعد أمورًا ضرورية حتى يبوح بأسراره ومشكلاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock