مقالات

البِدايات

كتب محمد محمود
الشرقيه
يفقِدُ المرءُ ثِقتَهُ بالأشياء، بالأشخاص، بمفاهيمَ مُعينّة، الصّداقة، أو رُبّما العائلة، الأمل، التضحية، مُحاولتُهُ الأولى في التخطّي صعبة، صعبةٌ للغاية، إنّها أشبهُ بالعَدوِ على أرضيّةٍ زلِقة.
يركدُ مفطورَ القلبِ، مبتورَ الأجنحةِ والتطلعات، على سريرِهِ يجلسُ وحيدًا، يلفُّ نفسهُ جيِّدًا حولَ قلبِه، إنّها محاولةٌ لحمايةِ شعُورهِ بجسدٍ هزيل.
بعدَ وعيٍ أعمقٍ لما يدورُ حولَهُ، يتَحوُّلُ فقدانُ الثّقةِ وصدمةُ النضجِ الأولى وبشكلٍ تدريجيٍّ إلى فُقدانٍ شغف، إنها ضريبةُ الوعيِ الذي داهمنا في عُمرِ الزهر، في عُمرِ الطموحِ والأحلام، إنّها ضريبةُ النضجِ الذي داهمنا باكِرًا، كما التجاعيد.
يبدأُ المرءُ بممارسةِ حياتِهِ الطبيعيّة التي اعتادَ سابقًا عليها، لكنّها بشكلٍ أو بآخرَ لا تعودُ مُهمّةً إليه، لا الفرحُ يُغريه، ولا الحزنُ يُعزّيه، مرحبًا بالراحلِ ووداعًا للآتي، كيفَ حالكَ يُقابلُها بخير، و” لا مُشكلة” تقابلُ كلّ من يسألكَ عن رأيك، إنهُ اضطرابُ الإجاباتِ، كلالةُ الجسدِ، فتورُ القلبِ وخمولُ الحواس.
ما بعد ذلك، يعيشُ المرءُ أبدًا في سكينةٍ، إنّها على خلاف الطبيعةِ ليست مرادفُ الطمأنينة، إنها مرادُفُ اللامبالاةِ صنيعةُ الإنطِفاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock