مقالات

الدكروري يكتب الاستغفار ليس للعاصين فقط

الدكروري يكتب الاستغفار ليس للعاصين فقط

الدكروري يكتب الاستغفار ليس للعاصين فقط
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لا بد من التوبة النصوح وعدم الإصرار على الذنب، وقد علّمنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار وهو دعاء من قاله حين يصبح ثلاثًا، فمات من يومه دخل الجنة، ومن قاله حين يصبح فمات من ليلته دخل الجنة ” اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر
الذنوب إلا أنت” فالاستغفار ليس للعاصين فقط، بل لأصحاب الطاعات، فالمصلون بعد إتمام الصلاة الخاشعة المطمئنة، يستغفرون من كل نقص وزلل في الصلاة، وبعد رحلة الحج والطواف والسعي ورمي الجمار، حيث قال الله تعالي في سورة البقرة ” ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم” 
وقال قتادة رحمه الله “أيها الناس، إن هذا القران يدلكم على دوائكم ودائكم، فأما داؤكم، فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار” وقال الحسن البصري رحمه الله ” أكثِروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة” وقال الفضيل بن عياض رحمه الله استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين وقال آخر استغفارنا ذنب يحتاج إلى استغفار، يعني أن من استغفر ولم يترك المعصية، فاستغفاره ذنب يحتاج إلى استغفار فلننظر في حقيقة استغفارنا لئلا نكون من الكذابين الذين يستغفرون بألسنتهم وهم مقيمون على معاصيهم، وتذكروا أن في حوادث الزمان، وفجائع الأيام ما يحمل أولي الألباب والنهى وذوي الإيمان والتقى على الاعتبار والإدكار.
والعودة إلى الله الواحد القهار، والاعتصام بهدي القرآن، واقتفاء هدي سيد الأنام، والإقبال على طاعة الله ومرضاته وكثرة التوبة والاستغفار، فإن ذلك من أعظم الأسباب لحلول الأمن في البلاد، وإضفاء الطمأنينة في نفوس العباد، وهو وحده الكفيل بحفظ أمة الإسلام في كافة بلادها، ومختلف مجتمعاتها من كل ما تخشى وتحاذر، فأقبلوا على ربكم وأطيعوه، واستغفروه وتوبوا إليه، فيا عبد الله، كم نصيبك من الاستغفار في اليوم والليلة إذا كان حبيب الله ورسوله المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، صلي الله عليه وسلم كان يستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة، وها هو عبدالله بن عمر رضي الله عنه يقول كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول ” رب اغفر لي وتُب علي، إنك أنت التواب الرحيم ” 
فيا عباد الله، هل تريدون راحة البال، وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن؟ عليكم بالاستغفار، وهل تريدون قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض؟ عليكم بالاستغفار، وهل تريدون دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من الفتن والمحن؟ عليكم بالاستغفار، ومن لزم الاستغفار، جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب، وبالاستغفار يتيسر العسير وتزول المصيبة، فقال شيخ الإسلام بن تيمية ” إني لأمر بالمسألة فيصعب عليّ حلها فأستغفر الله وأستغفر الله وأستغفر الله، فيفتح الله عليّ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock