فلسطين بين إرهاب الصهاينة وصمت العالم

بقلم – محمود الوروارى

إن ما تقوم به دولة الكيان الصهيونى من أعمال وحشية وارهابية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل صاحب الأرض الحقيقى يعد تحدي صارخ للعرب والمسلمين فى مشهد غير مقبول،وسعي غير مشكور،وذنب غير مغفور وسط صمت العالم،الذى بات يشاهد أطفال يموتون جوعا وجرحى يموتون آلما وأعراض تستباح وثكلى ترمل ومقدسات تنتهك حرمتها.

عروبة القدس

القدس مدينة السلام،مدينة عربية وإسلامية منذ أكثر من 3000 سنة،سكنها الكنعانيون وأسموها (أورشليم)أي بيت السلام،وسكنها سيدنا إبراهيم ،ثم إستمرت علي مدار الأزمنة يشع منها نور الأسلام منذ إسراء النبي محمد صل الله عليه وسلم ومرورا بعصر الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى فتحها،والخليفة الأموي عبدالملك بن مروان،والخليفة العباسي هارون الرشيد،والفاطميون وكذلك دخول القائد العظيم صلاح الدين الأيوبى وتحريرها من أدناس الصليبين في معركة حطين 583 هجريا،وأيضا المماليك والعثمانيون،حيث قام هؤلاء القادة العظام بتعمير المدينة وأولو بها إهتماما كبيرا،وأشعوا التسامح بها،ومما يدلل علي ذلك ما ورد في كتب التاريخ من تسامح وعفو حكام وزعماء المسلمين زمن الفتوحات الإسلاميه وعلى سبيل المثال لا الحصر دخول القائد صلاح الدين بيت المقدس وعدم المساس بأهلها وتسامحه معهم،على عكس الحملات الصلبية الدمويه التى أراقت الدماء حتى وصلت الدماء عشية دخولهم المدينة إلى الركب علي حد وصف مؤرخي الحروب الصلبية،بداية من الدعوة إليها وحت تأسيس أربع إمارات صليبية لهم فى الشرق.

بيت المقدس له مكانة فى قلوبنا

إننا لن ننسي حديث رسول الله عن بيت المقدس ،فقد قال أبو ذر رضى الله عنه : تذاكرنا ونحن عند رسول الله ﷺ أيهما أفضل: مسجد رسول الله أم بيت المقدس؟ فقال ﷺ: صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا وما فيها”،لذا كانت القدس عقيدة!

وردا علي إدعاء الأمريكان والصهاينة بشأن يهودية فلسطين فإننا نقول إن العرب قد ظلوا بالأندلس(أسبانيا والبرتغال حاليا)حوالى 800 سنة(711-1493م)،وبنوا حضارة عريقة مازال يشع نورها على أوربا بأسرها حتى الأن ولكم أن تراجعوا ما كتبته المستشرقة الألمانية سيجريد هونكه فى كتابها ” شمس العرب تسطع على الغرب” ،ولكن ولم يقل أحدا بأن للمسلمين حق تاريخي بالأندلس.

لقد سعت الصهيونية منذ أكثر من قرن  ونصف لعقد مؤتمر حكماء صهيون فى روسيا 1846،والذي إنبثق منه عدة قرارات عرفت بأسم بروتكولات حكماء صهيون،وكذلك مؤتمر الصهيونية العالمية فى سويسرا 1897م لنشر ثقافتها التى تقوم على القتل والتشريد والعبور على جثث الأبرياء أصحاب الأرض،هذه الثقافه تحمل فى طياتها نظرية شعب الله المختار والذين سيجمعهم الله فى أرض الميعاد (فلسطين )،وأنهم سيسيطرون على العالم على حد زعمهم .

  الصهيونية كما عرفها زعيمهم غوريون ليست مجرد نظرية شاملة أو مفهوم فلسفى أو دينى مستقل عن الزمان والمكان والظروف ولكنها فى الواقع الواقع فلسفة يهودية جوهرها نضال ضد الإندماج وتهدف للسيطرة على العالم،،ومنذ وعد بلفور 1917الذى أعطى للصهاينه الشتات الحق فى إقامة وطن قومي لهم فى فلسطين وحتى إقامة دولتهم فى 1948م وهم يرتكبون المذابح ضد الشعب الأعزال،ويسعون لتحقيق أحلامهم بالسيطرة على العالم.

ما أشبه الليلة بالبارحة…حتى لا ننسي مجازر الصهيونية

لا شك أن الصهاينة قد عاثوا فى الأرض فسادا،فأقاموا دولتهم على أشلاء الأحرار أصحاب الأرض العزل،ولتنفيذ مخططاتهم أنشأوا العصابات الإرهابية المسلحة،ومنذ دخولهم فلسطين وحتى الأن وهم يقتلون ويغتصبون الأرض والبشر،ومن أبرز تلك المذابح:
مذبحة بلدة الشيخ فى 31 ديسمبر 1947 وراح ضحيتها نحو 600 شهيد،ومذبحة دير ياسين فى 9 أبريل عام 1948 وراح ضحيتها 360 شهيدا،ومذبحة بيت دارس فى 1 مايو 1948 وسقط 260 شهيدا،مذبحة قرية أبو شوشة فى 14 مايو 1948وراح ضحيتها 50 شهيدا،ومذبحة الطنطورة فى 23 مايو 1948م وراح ضحيتها أكثر من 90 قتيلاً دفنوا في حفرة كبيرة،ومذبحة قبية في 14 أكتوبر 1953 وتدمير 56 منزلاً وسقط 67 شهيدًا،ومذبحة خان يونس في 3 نوفمبر 1956 وسقط 250 فلسطينيًّا، وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى نفذت وحدة من الجيش الصهيوني مجزرة وحشية أخرى وسقط 275 شهيدًا،ومذبحة القدس فى يونيو 1967 وسقط 300 شهيدا ،ومذبحة صبرا وشاتيلا فى 18 سبتمبر 1982م وقعت هذه المذبحة بمخيم صابرا وشاتيلا الفلسطيني وسط 1500 شهيدا،ومذبحة المسجد الأقصى 8 أكتوبر 1990م وسقط 21 شهيدًا، وجرح أكثر من 150 منهم،ومذبحة الحرم الإبراهيمي فى25 فبراير 1994وسقط 19 مصلياً وجرح 150،ومذبحة الحرم القدسي فى 29 سبتمبر 2000 وسقط 13 شهيد و475جريح،ومذبحة الخليل فى 2 أكتوبر 2000 وسقط 13 شهيد ومئات الجرحى،ومذبحة بيت ديما فى 24 أكتوبر 2001 وسقط 16 شهيد وعشرات الجرحى،ومذبحة جنين وبلاطة فى2 مارس 2002 وسقط 31 شهيدا و300 جريح،ومذبحة خان يونس فى 7 أكتوبر 2002 وسقط 14 شهيدا و147 جريح،ومذبحة حى الزيتون فى 26 يناير 2003 وسقط 13شهيدا و65 جريح،ومذبحة مخيم جباليا فى 6 مارس 2003 وسقط 11 شهيد و140 جريح،ومذبحة حى الصيرة فى 22 مارس 2004 واستشهد فيها الشيخ أحمد ياسين،ومذبحة بيت حانون فى 8 نوفمبر 2006 وسقط 20 شهيدا،ومذبحة مدرسة الفاخورة فى 6 يناير2009،وسقط42شهيدًا،وجرح 50 مدنياً،ومذبحة الشجاعية فى 20 يوليو 2014 ،وسقط 74شهيدا،ومذبحة مليونية مسيرة العودة فى 14 مايو 2018 وسقط 60شهيدا،واصابة 2771.

حرق المسجد الأقصى

فى 21 أغسطس 1969 قام اليهودى المتطرف مايكل دينس روهن بإشعال النيران بالمصلى القبلي بالمسجد الأقصى، وشبّ الحريق بالجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية للمسجد، والتهم كامل محتويات الجناح،بما في ذلك منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي، كما هدد قبة المصلى الأثرية.
ومنذ مطلع مايو 2021 شن الصهاينة حملة قصف واسعة على قطاع غزة استشهد خلالها 150 فلسطينييا،إضافة إلى 700 جريحا،أضف لذلك إنتهاك حرمة الحرم القدسي ودخوله بالأحذية والأسلحة والتعدى على المصلين وإطلاق النار عليهم والتعذيب والقنابل المسيلة للدموع.
ومازالت المذابح والمجازر تقام حتى يومنا هذا على مرأي ومسمع من الأمم المتحدة ودعاة حقوق الإنسان الذين صمت أذانهم وتبدلت مشاعرهم.

كلمات من ذهب ..
الملك فيصل “علموا أولادكم أن فلسطين محتلة،وأن المسجد الأقصى أسير،وأن الكيان الصهيونى عدو،وأن المقاومة شرف،وأنه لا يوجد دولة اسمها إسرائيل”.

إننا نثمن قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص فتح المستشفيات المصرية أبوابها لتلقي الجرحى الفلسطينيين علاجهم ،واعلانه وقوف مصر بكافة مكوناتها بجانب الشعب الفلسطيني للعمل على إنقاذ حياة جرحى قطاع غزة، وتذليل كافة العقبات للتيسير عليهم حتى يتعافوا ويعودوا للوطن بسلام .

واخيرا وليس أخرا :- رسالة لأمتنا الغارقة فى صرعاتها وحروبها:

 أفيقوا يا أمة العرب،ويا أمة الأسلام مما يحاك لكم وما يدبر وعودوا الي رشدكم ودينكم ووحدتكم،وإتركوا الضغائن والأحقاد “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “ولا تركنوا إلى أعداء الأسلام والإنسانية،فهل من مجيب؟؟.

حفظ الله أوطاننا من كل مكروه وسوء،ووفق قادتنا لما فيه صلاح البلاد والعباد ورد الله الينا المسجد الأقصى من أيدى الصهاينة …اللهم أمين