عصر التكنولوجيا والجهل

بقلم – خالد جعفر

أزمة فيروس كورونا أثبتت أن الجهل أحيانا يتفوق على الثقافة وربما يسيطر عليها ويوجه وجهتها ويقلب الدنيا رأسا على عقب ، كأن نتخيل مثلاً لو انعكس الوضع الكوني وفاقت نسبة ثاني أكسيد الكربون على نسبة الأوكسجين في الجو ، من الطبيعي أن تنهار الطبيعة ويسقط العلم والعالم أمام هذا الخلل .. كثير من الناس بجهلهم لايدركون خطر الأمراض الفيروسية عن غيرها من الأمراض .
أفلاطون كان محقا عندما قال جملته الشهيرة : إن الجهل أساس الشرور .
ومع عصر العلم والتكنولوجيا الذى بدأ في نصف القرن الذى مضى زادت معه نسبة الجهل ، ولم يعد مقصورا على تعريفه المحدود علي غير المتعلم والذي لايجيد القراءة والكتابة . ولكن اتسعت دائرة الجهل وشملت أنماطا جديدة حتى وصل إلى بلاد العلم والتكنولوجيا ذاتها، وطالت حتي المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية . هناك جهل الفكر، وجهل الرؤية ، وجهل إدارة الأزمة ، وجهل الوقاية ، وجهل الهدف .
فأصبح الجهل مع الدين إرهابا ، والجهل مع الحرية فوضى ، والجهل مع الثروة فساداً ،والجهل مع الفقر إجراما ، والجهل مع الكورونا موتا .
الجهل ليس مشكلة فردية ، بل هو خطر يهدد مجتمعات وحضارات ، فكم من حضارة قضت على الجهل وامتدت ، وكم من حضارة هزمها الجهل وأفناها .