مقالات

الدكروري يكتب عن الخضر مع عمر بن عبد العزيز

الخضر مع عمر بن العزيز

الدكروري يكتب عن الخضر مع عمر بن عبد العزيز
بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي أن للخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، أكثر من قصة مع الخضر، حيث جاء في “المعرفة والتأريخ” للبسوي، أن رياح بن عبيدة قال رأيت رجلا يُماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده، فلما صلى قلت يا أبا حفص من الرجل الذي كان معك معتمدا عليك آنفا؟ قال أوقد رأيته يا رياح؟ قلت نعم، قال إني لأراك رجلا صالحا ذاك أخي الخضر، بشّرني أني سأولي أمر هذه الأمة وأعدل،
محمد الدكرورى
محمد الدكرورى
وهنا نلاحظ أن عمر بن عبد العزيز فسّر قدرة ابن عبيدة على رؤية الخضر، بأنها دليل على تقواه وصلاحه، ونلاحظ أن الرواية لم توضح أن عمر كان مضطربا أو مستغربا، وكأنه اعتاد لقاء الرجل، وهو ما توضحه قصص أخرى، منها ما ذكره أبو بكر الدينوري في “المجالسة وجواهر العلم” من أن عمر بن عبد العزيز قال.
رأيت الخضر، وهو يمشي مشيا سريعا وهو يقول صبرا يا نفس صبرا لأيام تفقد لتلك الأيام الأبد، وصبرا لأيام قصار لتلك الأيام الطوال، وكما روي أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك أراد قتل رجل معارض لحكمه، فهرب الرجل، وبينما هو في صحراء إذا برجل يصلي، فخاف منه، ولكنه طمأن نفسه بأن ليس معه مال أو شيء يخاف أن يُسرق منه، فاتجه نحوه، فركع الرجل وسجد ثم التفت إليه وقال لعل هذا الطاغي وبقصد سليمان بن عبد الملك أخافك؟ فرد، أجل، فأخبره بأدعية يقولها للنجاة من بطشه، ثم اختفى المُصلى، بعدها اطمئن الهارب وقرر العودة، فذهب إلى قصر سليمان، ودخل عليه فاستقبله سليمان بحفاوة وأجلسه إلى جواره وقال له سحرتني، أو ساحر أنت مع ما بلغني منك؟
فنفى الرجل علاقته بالسحر، فازداد استغراب سليمان من كراهيته للرجل التي زالت عنه بلا مبرر، وأصر أن يفهم ماذا حدث ليتغير ذلك، فأخبره الرجل بما جرى له، فقال سليمان “إنه الخضر” ونسب للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، أنه سمع رجلا يقول في طوافه حول الكعبة “أشكو إليك ظهور البغي والفساد” فدعا المنصور الرجل، وسمع منه وعظا قاسيا، ثم انصرف الرجل، فأرسل المنصور رجاله وراءه ليحضروه، فوجدوا الرجل قد اختفى، فقال المنصور “ذاك الخضر” حسبما ذكر ابن حجر العسقلاني، وقد اعتبر الإمام السيوطي الخضر عليه السلام، خالدا في الأرض، كما الأنبياء إلياس وعيسى وإدريس، إلا أن إدريس والمسيح رفعا إلى السماء، أما الخضر وإلياس فيعشان في الأرض.
ونسب للحسن البصري، قوله وكل إلياس بالفيافي، ووكل الخضر بالبحور، وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى،
وإنهما يجتمعان في موسم كل عام وينقل ابن حجر عن الفقيه والمحدث يحيي ابن شرف النووي،
أن أغلب العلماء يعتقدون أن الخضر حي، وذلك متفق عليه عند أهل الصلاح والمعرفة، وحكايتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ منه وسؤاله وجوابه ووجوده المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تذكر.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock