مقالات

الدكروري يكتب عن الجحود وكفران النعمة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن كثرة الذنوب والمعاصي والمنكرات وقلة الأمر بالمعروف هي من الأسباب التي تحل العذاب العاجل في الأمم، وكما ذلك أيضا هو فشو المنكرات وشيوعها، وذلك عندما تقصر الأمة بواجبها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصبح المعصية في المجتمع ظاهرة مألوفة، وحينها تعم العقوبة الجميع، وكما أن الغلو في الدين، والتشدد في الدين، والأفكار المتطرفة المنحرفة الضالة العفنة سبب في هلاك العباد والبلا، لذلك حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، والغلو في الدين أي التشديد فيه ومجاوزة الحد والبحث عن غوامض الأشياء والكشف عن عللها وكما أن كفران النعم وهو جحودها وعدم شكرها وذلك سبيل الهلاك والعذاب، لماذا لم نرضى بما قسمه الله لنا ؟ 

ولماذا الغل والحقد والحسد والكراهيه ؟؟ ولما ننظر فى ما ليس لنا ؟ ولما لا نحمد الله عز وجل على نعمه الكثيره التى لا تعد ولا تحصى، ألم نتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم “إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السّخط” فلماذا لا نرضى ؟؟ وليس معنى الرضا هو الاستسلام، لأن الاستسلام هو الانهزام وعدم بذل الجهد لتحقيق الهدف، أما الرضا فهو استفراغك الوسع في تحقيق الهدف، لكن لم توفق إليه، فترضى بما قسم الله لك من غير جزع، أو ضجر، أو سخط، كالذي تزوج ولم يرزق الولد، والذي أصيب بمرض لم يستطع دفعه، والذي ابتلاه الله بالفقر وضيق ذات اليد، فاجتهد في تحصيل الغنى فلم يوفق ومن هنا يأتي التحلي بصفة الرضا بما كتبه الله تعالي وقدره. 

فتحيل القلب إلى سرور دائم، وتشعر النفس بنعيم مقيم، ولنعلم أن الأرزاق بيد الله مقسومة، ومقاديرها عند الله معلومة ومحسومة، وأن الفقر قد يكون أفضل لك من الغنى فقد قيل “فمن عباده من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغناه لفسد عليه دينه، ومنهم من لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقره لفسد عليه دينه فمهما قسمه لك من ذلك فكن به راضيا مطمئنا، لا ساخطا ولا متلونا، فإنه جل شأنه أشفق من الوالدة على ولدها” ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب” وإن الأرزاق مكفولة، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فكيف يبتغي بعض الناس الزيادة بالطرق الحرام. 

أو بالاعتداء على الأبرياء بسرقة أموالهم، أو التحايل على ما في أيديهم، أو ظلمهم والاعتداء عليهم، أو إشهار السلاح في وجوههم، أو قطع طريقهم، مما أصبحنا نسمع به في الصباح والمساء؟ ويقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم “ولا يحملن أحدكم، استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله سبحانه لا ينال ما عنده إلا بطاعته” وإن هناك لوصية عظيمة وهي ” وارض بما قسم الله لك تكن أغني الناس” ومعناها أن اقنع بما أعطاك الله، واجعله حظك من الرزق تكن أغنى الناس، إذن ليس حقيقة الغنى كثرة المال لأن كثيرا ممن وسّع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي، فهو يجتهد في الازدياد، ولا يبالي من أين يأتيه، فكأنه فقير لشدة حرصه، وإنما الغنى غنى النفس.

والمتصف بغنى النفس يكون قانعا بما رزقه الله، لا يحرص على الازدياد لغير حاجة، ولا يُلح في الطلب، ولا يلحف في السؤال، بل يرضى بما قسم الله له فكأنه واجد أبدا، والمتصف بفقر النفس على الضد منه، لكونه لا يقنع بما أعطي، بل هو أبدا في طلب الازدياد من أي وجه أمكنه ،ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف، فكأنه فقير من المال لأنه لم يستغني بما أعطي، فكأنه ليس بغني، وأيضا معنى ” ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس” أى ارض بأهلك، بدخلك، بمركبك، بأبنائك، بوظيفتك، تصبح من أغنى الناس، تجد السعادة والطمأنينة، فقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي الكريم عليه الصلاة السلام قال “ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغني غني النفس”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock