دين ودنيا

الدكروري يكتب عن المجتمع

الدكروري يكتب عن المجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن المجتمع هو نسيج اجتماعي من صنع الإنسان، ويتكون من مجموعة من النظم والقوانين التي تحدد المعايير الاجتماعية التي تترتب على أفراد هذا المجتمع، بالإضافة إلى ذلك يعتمد المجتمع على أفراده ليبقى متماسكا، فمن دون الأفراد تنهار المجتمعات وتنعدم، ويتأثر الفرد بالمجتمع كما يتأثر المجتمع بالفرد، فعلى سبيل المثال إذا كان المجتمع يعاني من تفشي ظاهرة البطالة، وارتفاع مستوى الجريمة، واكتظاظ الطلبة في المدارس، فسوف يتأثر أفراد هذا المجتمع سلبا نتيجة لهذه العوامل، وهناك بعض العناصر الأساسية التي تشكل المجتمعات، ومنها ما العادات والقيم، والدور المترتب على الأفراد، ومنظومة القوانين، والأهداف المجتمعية، والرغبات والطموحات، والتوقعات.

ويعتبر التواصل بين الأفراد في النسيج الاجتماعي من أهم العوامل المؤثرة على الصحة النفسية، فمن دون مجتمع وعلاقات اجتماعية ينهار الإنسان جسديا ومعنويا، فاحرص على ما ينفعك، واستعن بالله، فهو سبحانه، المستعان الذي يلجأ إليه كل الخلائق، اختيارا واضطرارا، وكل يستعين به في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، وكل إنسان في حاجة دائمة إلى عون الله، في كل أحواله، وفي كل أمور دينه ودنياه، فالاستعانة بالله، وسؤال الله العون على مرضاته من أنفع الدعاء، وأكثر ما تلهج به ألسنة المؤمنين وهذا التأكيد يظهر لنا، فلا تتم ركعة في صلاة دون ذكرها، وهو قول إياك نعبد وإياك نستعين ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أوصيك يا معاذ، لا تتدعنّ في دبر كل صلاة أن تقول.

” اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك” فإن المؤمن يبتلى بالشر كما يبتلى بالخير، وتصيبه الضراء كما تصيبه السراء، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط، وإذا انقشعت سحابة المحن، وسكنت عاصفة الفتن كان في الناس مأجور، وموزور، وسالم وموتور، وأعظم الوتر الوتر في الدين، ثم الوتر في النفس، ثم في الأهل والمال، ولقد اختلف المؤرخون حول موطن نشأة وانتشار ظاهرة الثأر التي تنتشر في بعض البلدان العربية، مثل مصر واليمن، فمنهم من أرجعها إلى العصر الفرعوني، ومنهم من أعادها إلى موسم الهجرة العربية إلى مصر والتي جرت في أعقاب الفتح الإسلامي، واعتمد المؤرخون الذين أرجعوا ظاهرة الثأر إلى عصور الفراعنة في تأكيد ذلك على أسطورة إيزيس وأوزوريس.

وكيف دفعت إيزيس ابنها حورس للأخذ بثأر أبيه من عمه، ويعد الكفن هو البطل فى إنهاء سلسة الانتقام الثأرى بين أى عائليتن، والتى تنتهى بتقديم أسرة القاتل لأهل القتيل لإنهاء الخلافات الثأرية وبحور الدم، من خلال جلسة صلح عرفية يحضرها شيوخ وكبار القبائل فى المنطقة، ويتم بحضور أمنى، وذلك للاستشهاد على عملية الصلح وإنهاء الخصومة الثأرية، ولقد تعاقب على تاريخ الصراعات القبلية في مصر أربعة مذاهب للصلح في قضايا الثأر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock