مقالات

الدكروري يكتب عن الرسول وعلم التربية

الدكروري يكتب عن الرسول وعلم التربية

       بقلم / محمــــد الدكـــروري

لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يطرح علي الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين الأسئلة التي تحرك العقول وهو ما نسميه الآن في علم التربية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطرح أسئلة على أصحابه كي يعلمهم وكي يثير انتباههم، مثلا حديث ” والله لا يؤمن ” فينتبه المتعلم من هذا؟ من هذا الذي لا يؤمن، يقولها ثلاث مرات”والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن” فينتبه الجميع، من يا رسول الله؟ “من بات شبعان وجاره جائع” وهذا أسلوب في العرض، وهو أسلوب مشوق، وأسلوب جاذب للاستماع، سبق إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يتواضع إلى طلابه، فمحال أيها المعلم أن ينجذب إليك الطلاب وأن يتأثروا بك، وأن يتعلموا منك وأنت تتكبر عليهم بعلمك.

حاشا وكلا أن يستجيبوا أو أن يتعلموا، ولكن كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتواضع لأصحابه فقال صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد” فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كان النبي يتريث في كلامه، بمعنى كان يتكلم بالكلام القليل المبني، عظيم المعنى، كلام مختصر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد الكلام ثلاث مرات ليؤخذ عنه، ليحفظ عنه، فهذه أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها تقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد كلامه ثلاث مرات ليحفظ عنه، فيا أيها المعلم عليك أن تخلص في عملك وتتقن عملك وتعيد المعلومة ثلاثا اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان كلامه قليلا معدودا وكان يكرره ثلاثا.

حتى يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع المخطئين بطريقة ليست منفرة، فحينما جاء القوم ليشتكوا من معاذ رضي الله عنه، كان يؤم الناس بسورة البقرة، وسورة البقرة من أطول سور القرآن بل هي أطول سور القرآن فإذا بالنبي يوجهه ويعلمه ” أفتان أنت يا معاذ” بكل رفق وبكل لين، ويتعامل مع تصنيف الأخطاء ثم يقول له “إنما بعثتم ميسرين” ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقد النقد النافع الهادف ثم يصحب ذلك بالتوجيه الرشيد فيقول “إنما بعثتم ميسرين” فهكذا أيها المعلم ينبغي عليك أن تتعلم من حبيبك ونبيك هذه الطريقة في التعليم، كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم ضرب الأمثلة لتقريب المعلومة إلى أذهان الناس.

ولم لا وفي القرآن الأسلوب القصصي وأسلوب الأمثلة ليقرب المعلومة إلى أذهان المؤمنين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول “مثل المؤمن كالنحلة” وهناك روايات مختلفة يشبه فيها النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بكذا، أو يشبه الصلاة بالنهر ” أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟” قالوا لا يا رسول الله، لا يبقى من درنه شيء، قال صلى الله عليه وسلم ” فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ويرفع بها الدرجات” فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يضرب الأمثلة ليقرب المعنى إلى المستمعين، وإلى أصحابه وإلى جموع المسلمين في العالم كله.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock