الدكروري يكتب عن العزير في بيت المقدس

الدكروري يكتب عن العزير في بيت المقدس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد مرت الأيام على بني إسرائيل في فلسطين، وانحرفوا كثير عن منهج الله عز وجل، فبمعرفة الله الغيبية، أراد الله أن يجدد دينهم، بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها، فمر العزير على هذه القرية وهي بيت المقدس على المشهور، بعد أن خربها بختنصر وقتل أهلها وهي خاوية ليس فيها أحد، فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة، وقال “أنى يحيي هذه الله بعد موتها” وذلك لما رأى من دثورها، وشدة خرابها، وبعدها عن العود إلى ما كانت عليه، ولقد أرسل الله تعالى إلى بني إسرائيل العديد من الأنبياء والرسل، وقد ذكر بعضهم في عدد من النصوص القرآنية صراحة، كما أفردت السنة النبوية بعضهم، وبقي بعضهم مجهولا لم يذكر، إلا أنه يمكن القول أن جميع من مر ذكره في القرآن والسنة.
هم أنبياء بني اسرائيل باستثناء عشرة من الأنبياء هم نوح، وهود، ولوط، وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، ويعقوب، وعيسى، ومحمد عليهم صلوات الله، والعزير عليه السلام، وقد اختلف أهل العلم في كونه حبرمن أحبار بني إسرائيل أم أنه نبي من الأنبياء، والراجح أنه نبي من الأنبياء، وقيل أن عزير عليه السلام اسمه عزير بن جروه، وقيل بل اسمه عزير بن سوريق، ويصل نسبه إلى نبى الله هارون عليه السلام شقيق مريم بنت عمران، وقد أسره بختنصر في صغره، ولما بلغ من العمر أربعين عاما آتاه الله الحكمة والرجاحة في العقل، وكان أكثر الناس علما بالتوراة ومعرفةً بها، وأكثرهم علما بدقائقها، قيل إنه من أنبياء الله وليس وليا، أما فترته فقد جاء في الفترة بين داود عليه السلام ونبي الله سليمان.
وفي الفترة التي خلال نبوة زكريا ويحيى عليهما السلام، وكان مرسلا لبني إسرائيل خاصة، وفكان من أنبيائهم على المشهور، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال تعالى فيه ” وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم” وقيل عن وفاة العزير عليه السلام إنه مدفون في دمشق، وقد نقل ذلك عن ابن كثير رحمه الله، وإن السبب الذي جعل اليهود تزعم أن عزيرا ابن الله هو ما ذكره جماعة من المفسرين ومنهم السيوطي في الدر المنثور، حيث قال رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس ” يعني انظر إلى عظام حمارك كيف يركب بعضها بعضا في أوصالها حتى إذا صارت عظاما مصورا حمارا بلا لحم.
ثم انظر كيف نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير، من إحياء الموتى وغيره، قال فركب حماره حتى أتى محلته فأنكره الناس وأنكر الناس وأنكر منازله، فانطلق على وهم منه حتى أتى منزله فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائة وعشرون سنة كانت عرفته وعقلته، فقال لها عزير يا هذه أهذا منزل عزير؟ قالت قد فقدناه منذ مائة سنة فلم نسمع له بذكر، قال فإني أنا عزير كان الله أماتني مائة سنة ثم بعثني، قالت فإن عزيرا كان مستجاب الدعوة يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء فادع الله أن يرد علي بصري حتى أراك فإن كنت عزيرا عرفتك، فدعا ربه ومسح يده على عينيها فصحتا، وأخذ بيدها فقال قومي بإذن الله فأطلق الله رجلها، فقامت صحيحة كأنما نشطت من عقال، فنظرت فقالت أشهد أنك عزير.