الدكروري يكتب عن صاحب مدرسة الجرح والتعديل في العراق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام شعبة بن الحجاج هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد، وهو الذي قال عنه بشر بن عمر الزهراني سمعت شعبة يقول لأن أخرّ من السماء، أو من فوق هذا القصر أحبّ إليّ من أن أقول قال الحكم، لشيء لم أسمعه منه،

وقال أبو داود الطيالسي سمعت شعبة بن الحجاج يقول “كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا، فهو خلّ وبقل ” وقال الشافعى كان شعبة يجيء إلى الرجل، يعني الذي ليس أهلا للحديث فيقول لا تحدث، وإلا استعديت عليك السلطان، وقال حماد بن زيد رأيت شعبة قد لبّب أبان بن أبي عياش، يقول أستعدي عليك إلى السلطان فإنك تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فبصر بي، فقال يا أبا إسماعيل، قال فأتيته.
فما زلت أطلب إليه حتى خلصته، وإنه مما عرف به الإمام شعبة رحمه الله تجرده للحق وقوته في هذا الشأن وعدم محاباته فيه أحدا من الناس كائنا من يكون، قال الآجري في سؤالات أبي داود “وسمعت أبا داود يقول قال شعبة لو حابيت أحدا حابيت هشاما بن حسان، وكان قريبه” قال مكي بن إبراهيم سئل شعبة عن ابن عون، فقال سمن وعسل، قيل فما تقول في هشام بن حسان؟ فقال خل وزيت، قيل فما تقول في أبي بكر الهذلي؟ قال دعني لا أقيء به، وقال ابن حبان في المجروحين “أخبرنا الحسن بن سفيان قال سمعت معاذ بن شعبة يقول قال أبو داود جاء عباد بن صهيب إلى شعبة فقال إن لي إليك حاجة، فقال ما هي؟ قال تكف عن أبان بن أبي عياش، فقال أنظرني ثلاثة أيام، ثم جاء بعد الثالث.
فقال نظرت فيما قلت فرأيت أنه لا يحل السكوت عنه، سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول سمعت الحسين بن الفرج يقول عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال جاءني أبان بن أبي عياش، فقال أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني، قال فكلمته فكف عنه أياما، فأتاني في بعض الليل، فقال “إنك سألتني أن أكف عن أبان، وإنه لا يحل الكف عنه، فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم” ولعل أهم فضائل الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج بعد الإيمان والورع، هو أنه أمير المؤمنين في الحديث، ورأس علماء الرجال والعلل وأول من توسع في نقد الرواة وعنه أخذ الناس هذا العلم الشريف، فهو الذي شيد أركان مدرسة الجرح والتعديل في العراق، بل في العالم كله بعد أن استبانت له أصولها التي فهمها جيدا.
وأتقنها إتقانا، واتضحت له أسسها التي ثبّتها أسلافه فقام بعزم وجد وثبات واحتياط يشيّد من فن النقد أركانه، ويقيم على أسسه بنيانه، يفعل ذلك حسبة وديانة، وأداء لحق النصيحة والأمانة، وقال صالح بن محمد البغدادي أول مَن تكلم في الرجال شعبة بن الحجاج، ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان، ثم تبعه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وقال وكيع بن الجراح إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة، بذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو قطن سمعت شعبة بن الحجاج يقول ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث، وعنه، قال وددت أني وقاد حمام، وأني لم أعرف الحديث، وقال الذهبي معقبا “كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم، يخاف من مثل هذا، ويود أن ينجو كفافا”
زر الذهاب إلى الأعلى