دين ودنيا

أيام التشريق

تهاني عناني

قال تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) (البقرة:200)،
أيام التشريق، هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وهي أيام ذكر وشكر لله تعالى، وهي الأيام المعدودات لقوله تعالى (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ(البقرة:203) وهذه الأيام هي التي يبيت الحجيج لياليها في منى، وتنتهى بمغيب شمس يوم الثالث عشر،
ومن أعمال أيام التشريق للحجاج:-
– المبيت في منى،
– أداء الصلوات الخمس قصرا بلا جَمع:اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فكان يُصلي كل صلاة بوقتها مع قَصر الصلاة الرُّباعية منها، إذ يُؤديها ركعتين،
– أول أيام التشريق هو:اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، ويعرف بيوم القر، ويترتب عليه فعل أمرين، وهما:رمي الجمرات الثلاث، ويبدأ وقت الرمي من بعد زوال الشمس، فيبدأ الحاجّ برمي جمرة العقبة الصغرى بسبع حصيات، ثم الوسطى بسبع حصيات، ثم الكبرى بسبع حصيات كذلك، والمبيت بمنى، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلًا القبلة، رافعًا يديه يدعو بما شاء، ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين، أما جمرة العقبة الكبرى فلا وقوف عندها يرمي ويمشي، وليس عندها دعاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما:(أنَّه كانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيَا بسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ علَى إثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ حتَّى يُسْهِلَ، فَيَقُومَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، فَيَقُومُ طَوِيلًا، ويَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الوُسْطَى، ثُمَّ يَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيَسْتَهِلُ، ويقومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، فَيَقُومُ طَوِيلًا، ويَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ، ويقومُ طَوِيلًا، ثُمَّ يَرْمِي جَمْرَةَ ذَاتِ العَقَبَةِ مِن بَطْنِ الوَادِي، ولَا يَقِفُ عِنْدَهَا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فيَقولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفْعَلُهُ(صحيح البخارى)،
– اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، ثاني أيام التشريق، يعرف بيوم النفر الأول، وذلك لأن الحاج يجوز له أن يتعجل وينفر من منى بعد رمي الجمرات الثلاث، والتوجه إلى الحرم المكي لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج، لقوله تعالى (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ)، شريطة أن يكون الخروج من منى قبل غروب الشمس،أما إن تأخر عن ذلك الوقت فيبيت بمنى، ويتوجّب عليه رمي الجمرات في ثالث أيام التشريق،
– الثالث عشر من ذي الحجة، ثالث أيام التشريق، ورابع يوم من أيام العيد، ويعرف بيوم النفر الثاني، بمعنى من تعجل في يومين، فلا يكون عليه إثم، ومن تأخر أيضاً لا يكون عليه إثم،ويقوم الحاجّ فيه بعملين، وهما:رمي الجمرات الثلاث، لمن لم ينفر في اليوم السابق، حيث تنتهي مناسك مِنى، فلا يشرع للحجّاج المكوث فيها بعد الرمي، ويتوجّهون إلى مكة المكرمة، للطواف حول البيت العتيق طواف الوداع ويكون آخر العهد بالبيت امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم:(لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت(صحيح أبى داود)، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء،
ورمي الجمرات من واجبات الحج ومن تركها وجب عليه فدية واحدة،(فإذا ترك رمية جمرة واحدة من الجمرات الثلاث، أو ترك رمي يوم كامل ليس فيه إلا فدية واحدة)،
• أعمال للحجاج وغيرهم في أيام التشريق:-
– أمر الله تعالى بذِكره في أيام التشريق، بقوله (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ(البقرة:203)،
– شكر النعمة كما ورد في صحيح مسلم،(وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل)
– التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات: بقول”الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر للحجاج وغيرهم، وبغروب شمس اليوم الثالث عشر ينتهي عيد الأضحى والحج وذبح الأضحية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock