دين ودنيا

الدكروري يكتب عن خروج يأجوج ومأجوج

الدكروري يكتب عن خروج يأجوج ومأجوج

بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال ” صحبت الصوفية, فما انتفعت منهم إلا بكلمتين، سمعتهم يقولون الوقت كالسيف, فإن قطعته وإلا قطعك، ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل” وقال ابن القيم رحمه الله “يا لهما من كلمتين ما أنفعهما وأَجمعهما, وأدلهما على علو همة قائلهما ويقظته” والوقت ليس كالمال الذي يمكننا ادخاره، فهو يمر سريعا, سواء أحسنا استغلاله أو أسأنا، والمشكلة عندنا ليس من قلة الوقت, بل من عدم تنظيم الوقت, وعدم وجود النية الصادقة في استغلاله وتنظيمه، وأما عن موعد خروج يأجوج ومأجوج ونهايتهم، فأنهم سيخرجون بعد نزول نبى الله عيسى عليه السلام، وظهور المسيح الدجال فبعد أن ينزل نبى الله عيسى عليه السلام ويقود المسلمين.

لمحاربة المسيح وقتله يأمر الله نبيه عيسى عليه السلام أن يذهب بمن معه من المسلمين بعيدا عن يأجوج ومأجوج وأن يحتموا بمنطقة الطور ثم يأذن الله بالقضاء على يأجوج ومأجوج فيرسل عليهم ”النغف” والنغف هو دود يخرج من أنوفهم وخلف رؤوسهم فيقتلهم جميعا فتمتلء الأرض بعفنهم ونتنهم ولحومهم فيرسل الله عليهم طيرا يأكل لحومهم ثم بعد ذلك ينزل الله مطرا فيغسل الأرض، وتعود الأرض أفضل ماكانت قبل ذلك ويعيش الناس بعد يأجوج ومأجوج أفضل حياة كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تمنى أن يعيش في ذلك الوقت، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف” طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا

لنبت وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض” وتختلف عوامل قيام الحضارات في الغرب عن الشرق في عدة نقاط، فقد نشأت الحضارات الغربية على محاولة التوفيق بين أمرين أساسيين وهما الإنسان والطبيعة من خلال فهم كل منهما على حدة، وفهم طبيعة العلاقة بينهما، فظهرت المدارس الفكرية الفلسفية المختلفة كالمثالية والمادية، والتي صاحبها العديد من الاكتشافات العلمية، ويعد مقياس التقدم والتفوق في الحضارة الغربية مقدار تحضر أخلاق الجماعة البشرية وسعيها إلى نشر مبادئ القيم الإنسانية بصورة شاملة، ورغم ذلك فإن العديد من المفكرين الغربيين قد حصروا تلك الفكرة في حدود ضيقة اقتصرت على المجتمعات الأوروبية.

وظلت المجتمعات الخارجة عنها مجرد أنماط تابعة للنموذج الأوروبي، وأما عن قيام الحضارة في الإسلام، فإنه على العكس من النموذج الغربي فقد ركزت الأسس الإسلامية لقيام الحضارة على الموقف الإنساني وإرادته، فقد خلق الله الإنسان لأداء دوره في عبادة الله وتعمير الأرض، وهو ما يعد أساس الحضارة في الإسلام، وكذلك فإن النظرية المعرفية التي تحدد النموذج الفكري في الإسلام تختلف تماما عن النموذج الغربي الذي ترك العالم الغيبي، واهتم بالعلاقة بين المادة والعقل، والدين في الإسلام يمثل منهجا وأحد أسس التفكير العقلي عند المسلمين، وهو يجمع بين جميع المؤمنين بالإسلام في كافة أنحاء العالم، ما يعيطه ميزة أكثر شمولية من الأفكار الغربية المختلفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock