أخبار مصر

الدكروري يكتب عن أبواب المشاركة الإيجابية

الدكروري يكتب عن أبواب المشاركة الإيجابية

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 17 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، سبحانه وتعالى ولى الصالحين، وناصر ومؤيد المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم أما بعد واعلموا يرحمكم الله أنه لم تكن الايجابية عبر العصور والأزمان مقصورة على الرجال فلقد ضربت المرأة أمثلة شتى للبشرية في الايجابية بما لها من دور حيوي وفعال في بناء المجتمع، فلقد برزت المرأة في مجالات عديدة بحاجة إلى قوة وشجاعة وبأس، ولقد سطر التاريخ صورا مضيئة لكثير من إسهامات المرأة في بناء المجتمع.

فالنساء شقائق الرجال كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم، فها هي السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تمتاز بعلمها الغزير الواسع في مختلف نواحي العلوم كالحديث، والطب، والشعر، والفقه والفرائض وها هي السيدة أسماء بنت أبي بكر في رحلة الهجرة تمد المهاجرين بالمعونة، إذ تجلب الطعام للرسول صلى الله عليه وسلم وبصحبته أبيها رضوان الله عليه، وهذه فاطمة السمرقندية وهى ابنة محمد بن احمد السمرقندي كانت فقيهة عالمة وكان أبوها لا تأتيه الفتوى إلا ويعرضها عليها ويسمع رأيها فكانت الفتوى تخرج بتوقيعين توقيعه وتوقيع ابنته، هذا وغيره الكثير والكثير من إسهامات المرأة عبر العصور في خدمة المجتمع، وللايجابية والمشاركة الفاعلة صورا عديدة ومظاهر لا تحصى ولا تعد فمنها على سبيل المثال لا الحصر.

هو العلم إذ أن نهضة الأمة تتحقق من ارتقاء كل فرد فيها بعلمه وخلقه، ومن هنا كان حث الإسلام على المشاركة الايجابية في تعلم كل العلوم على اختلاف التخصصات، وانظر زيد بن ثابت رضي الله عنه إذ يضرب لنا مثلا رائعا في المشاركة الايجابية بالعلم عندما أمره صلى الله عليه وسلم بتعلم اللغة السريانية ليتولى أعمال ترجمة الرسائل للنبي صلى الله عليه وسلم والرد عليها، وأيضا العمل إذ أن الأمم لن تزدهر ولن ترقى ولن تتقدم إلا باستثمار طاقة أبنائها كل حسب قدراته ومواهبه، ومن ثم فان استثمار الطاقات والمواهب واجب وطني كما انه واجب شرعي ولقد حث الإسلام على العمل والمشاركة الايجابية به ولم يقيد ذلك بزمان، كما أن إتقان العمل من أبواب المشاركة الايجابية، وأيضا الصلح بين المتخاصمين

ودفع الأذى عن طريق الناس، والتكافل والتراحم، ولقد جاء الإسلام داعيا إلى أحسن الخلق وأجمل الصفات، وأنبل القيم وأفضل السمات، ناهيا عن كل ما هو مذموم من الطباع والعادات، ومن الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام هو الايجابية وتعنى شعور الإنسان بمسئوليته تجاه دينه ووطنه، والإسهام في بنائه واستقراره وتقدمه بالعمل والإنتاج، فلا شك أن كل عاقل يدرك أن من اجل أبواب رقى المجتمعات ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات هو إعلاء قيمة الايجابية فحقوق الوطن في الحفاظ عليه وأمنه واستقراره والدفاع عنه، ليست كلمات ترددها الألسنة، أو عواطف وأحاسيس وفقط، بل أفعال وواجبات علينا جميعا أن نقوم بها وأن نسعى من اجل تحقيقها، ومن ثم فان الايجابية مطلب منشود في جميع الشرائع السماوية بل والقيم الإنسانية، وهى من اجل صفات الأنبياء فقد قال الله جل وعلا فيهم كما جاء في سورة الأنبياء “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock