أخبار مصر

الدكروري يكتب عن هذا الذى أوردنى الموارد

الدكروري يكتب عن هذا الذى أوردنى الموارد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 13 مارس 2024

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد عباد الله، اتقوا الله فها نحن على أعتاب شهر الخير والغفران، شهر فيه من البركات أن أنزل المولى فيه القرآن الكريم رحمة، وهدى للناس أجمعين، إنه شهر رمضان المبارك ثم أما بعد، لقد حذرنا الإسلام من آفات اللسان ومن أخطار اللسان، ألا فليراجع كل واحد منا نفسه ويحاسب نفسه على لسانه، فقد أخرج أبو بكر الصديق رضى الله عنه لسانه وقال “هذا الذى أوردنى الموارد”

وأنتم تعرفون من هو أبو بكر في علمه وزهده وتقواه وورعه، ويقول هذه الكلمة؟ وابن عباس رضى الله عنهما يقول عن لسانه “قل خيرا تسلم وإن لم تفعل فاعلم بأنك ستنطق الخير تغنم أو اسكت عن سوء تسلم وإلا فاعلم أنك ستندم” وابن مسعود رضى الله عنه يقول “ما من شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان” وعمر بن الخطاب رضى الله عنه كذلك يحذر من أن يطلق اللسان أن يتكلم بما شاء، يقول “من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه فالنار أولى به” وقال ابن عباس رضي الله عنهما مر النبى صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال “إنها ليعذبان” أى في القبر “وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشى بالنميمة” رواه البخاري ومسلم، أى يمشى بين الناس سعيا في نشر الخلاف والمشاكل بين الناس، ليتقاتلوا ويختلفوا.

وقال النبى صلى الله عليه وسلم “إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها قيد ذراع فيتكلم بالكلمة، فيتباعد منها أبعد من صنعاء” روه أحمد، فاللسان من النعم العظيمة التى حار الأطباء فى خلقه العجيب، بل فى كل ما خلق الله من العقل والعين والبصر واليد، فلو قبضها الله فمن الذي يبسطها غيره؟ ولو سلب منك البصر فمن يعيده إليك؟ ولو سلب منك اللسان من يعطيك مثلها ؟ وللنظر إلى فعل البشر اليوم فى العمليات التجميلية ماذا يفعلون؟ وماذا عساهم أن يصنعوا؟ فيقول تعالى فى سورة لقمان “هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه” فاللسان عضو صغير، لكنه يقود إلى الجنة أو إلى النار، ولو نظرت إليه لعجبت لحجمه وشكله، لكن لو تذكرت فعله لعرفت ماذا يفعل لو استمعت إلى صوته وعبارته بهرتك تلك الأصوات.

وتلك العبارات من أصوات جميلة، ومرتفعة وقوية، ذلك اللسان خلقه الله لكل ناطق من الحيوان وجعل لكل حيوان لغة ومنطقا وصوتا يميزه عن غيره لكنه عز وجل يميز كل الأصوات على اختلافها وتنوعها وتباينها يسمع الى النملة على صغر حجمها، ويسمع إلى الفيل على قوة وضخامة بدنه، ويسمع أصوات من في البحار، وأصوات من فى الأودية، والجبال والقفار، فخلق الإنسان ويسمع ما يقول وخلق الحيوانات، وميز بين أصواتها حتى عجز الإنسان أن يحصيها لكنه يسمعها جميعا عز وجل، ويعرف ما تريد فقد تستوى عند البشر أصوات العصافير أو أصوات الدواب أو أصوات الناس، لكن الخالق يميز بينهم، يجتمع الملايين في موطن واحد في يوم عرفة، فيرفعون أصواتهم ويخفضونها.

لكنه تعالى يسمع كل الأصوات، ويفهم كل اللغات، ومن لم يكن له صوت يرفعه، ولسان ينطق به، فهو أبكم لا يتكلم إلا بقلبه، فالله عز وجل يعرف حاجته، ويعلم مسألته، فيقول تعالى ” ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير” فإن هذا اللسان هو دليل على وحدانية الله عزوجل لأنه من آياته العظيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock