دين ودنيا

الدكروري يكتب عن إنما يعمر مساجد الله

الدكروري يكتب عن إنما يعمر مساجد الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الطاعة والعبادة لله سبحانه وتعالي هو دليل الحب والشوق للقدوم على الله عز وجل والفرح بلقائه وحسن الخاتمة، وكما أن المعاصي والذنوب دليل البغض والكره والخوف من لقاء الله تعالي وسوء الخاتمة، وقال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم يا أبا حازم، كيف القدوم على الله عز وجل؟ فقال يا أمير المؤمنين “أما المحسن فكالغائب يأتي أهله فرحا مسرورا، وأما المسيء فكالعبد الآبق يأتي مولاه خائفا محزونا” وقال صلى الله عليه وسلم “أحب البلاد إلى الله تعالى المساجد، وأبغض البلاد إلى الله تعالى أسواقها” رواه مسلم، ولقد رغب القرآن في عمارتها وتعميرها فقال تعالى “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر” ورغبت السنة في حديث ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” وعدّ منهم “ورجل قلبه معلق بالمساجد” رواه مسلم.

وإن بيت الله جامعة مثمرة منتجة تنجب فطاحل العلماء وكبار المقرئين في كل عصور الإسلام الزاهية, مما يؤثر ذلك على المجتمع إيجابيا فيخرج أناسا صالحين نافعين لمجتمعهم يعملون بكتاب الله, ويبذلون الغالي والنفيس من أجل خدمة عباد الله، وقد أشاد النبي صلى الله عليه وسلم، بأهمية الدور التعليمي للمسجد وحث عليه ولم يقتصر الدور التعليمي للمسجد على الرجال بل نافست عليه النساء, لما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم ” غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك, فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن” رواه البخاري، وفتح المسجد بابه للمرأة لتشهد دروس العلم, ليتأكد حق المرأة في تحصيل العلم ومشاركة الرجل في الحياة العلمية.

وقد أعجبت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بإقبال الأنصاريات على العلم فقالت “نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين” رواه البخاري، فالمسجد مركز علم ودعوة لا يقف دوره عند الوعظ والفتوى، والحل والحُرمة مع شرف هذا وإنما كان له دور كبير أيضا في تصحيح الأخطاء, ومعالجة التصرفات الخاطئة, وتعليم الناس الصواب, وإرشاد المجتمع إلى السبيل الأمثل والطريق الأقوم، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من بني أسد على صدقة, فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إليَّ فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وحمد الله سبحانه تعالى وأثنى عليه ثم قال “ما بال العامل نبعثه فيأتي ويقول هذا لك وهذا لي؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدى إليه أم لا؟

والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر, ثم رفع يديه وقال ثلاثا ألا هل بلغت؟” رواه البخاري ومسلم، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال “جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فقال “صليت يا فلان؟” قال لا، قال “قم فاركع ركعتين” وفي رواية “فصل ركعتين” رواه البخاري ومسلم، كذلك يقوم المسجد بتوعية المجتمع وتثقيفه وتعليمه من خلال خطبة الجمعة وحلق الذكر, وتقديم الفتاوى والاستشارات وتحديد المواقف إزاء النوازل والمستجدات مما يساهم في توعية الناس وتثقيفهم في أمور دينهم ودنياهم، ويقول الله عز وجل “قل أمر ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد” أى فى أى مسجد كنتم “وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock