مقالات

أين منطق الحكمة والتعقل عند العرب ••¿¡¡

كتب : عاطف درويش

إن الوضع في سورية يحتاج من العرب إلى منطق الحكمة والتعقل وليس إلى صب الزيت على النار •• إن الجميع سيكون خاسراً أمام ضياع دولة شقيقة •• والكل سيكون رابحا إذا تم التعامل مع الموقف بتحكيم العقل ومقارنة التجارب السابقة في التدخل الخارجي•

إن المشكلة السورية ليست بحاجة لصب الزيت على النار هذا الإصرار العربي على التمهيد للتدخل الخارجي في سورية رغم إنهم يدركون تماما حجم الخراب والدمار الذي ستتعرض له مع من حولها من البلدان العربية في حال حصول هذا التدخل ورغم ذلك فهم يصرون ويمهدون الطريق للتدخل الخارجي ويعلنون ذلك صراحة وبأعلى صوت وبإصرار غريب لا سابق له •

وان العرب عندما يدعمون المتمردين بالسلاح فإنهم بذلك يمهدون لحرب أهلية بين أبناء الشعب الواحد حتى تصبح الشقيقة سورية ضحية وتصبح حينها لقمة سائغة لتدخل خارجي بأسهل الطرق •• إن التدخل الخارجي في شؤون أي دولة سواء العسكري أم عبر التحريض •• أهدافه واحدة وأغراضه واضحة •• وكل الحالات العربية السابقة بداية من العراق ومروراً بليبيا والانقسام السوداني كلها كانت نتائجها مأساوية•
ولابد من التأكيد على إن الأوضاع في سورية وما ستؤول إليه حسب المعطيات كان بالإمكان تفاديها وعدم الوقوع فيها لو لم يكن هناك تحريض إعلامي ممنهج ••¡¡
لم يسبق له مثيل ضد دولة قائمة لها دستورها ومقوماتها السيادية •

ان القرارات العربية بحق سورية زادت وعمقت من الانشقاق في الصف العربي وأوصلت الفرقة العربية إلى أبعد حدودها من حيث عدم الثقة في الآخر والتي أصبحت تزداد يوماً بعد يوم في وقت أهملت فيه جامعة الدول العربية القضية الجوهرية التي يجب أن تكون محط اهتمام العرب جميعا وهي القضية الفلسطينية وقضية عودة العراق وتأهيله بعد الحرب ودعم السودان حتى لا ينقسم أكثر من ذلك ولم الفرقة في الصومال المتناحر •• فالعرب يريدون أن تكون سورية جرحا آخر في الجسم العربي الذي لن يشفى قريبا •

ونسأل أصحاب المبادرات :
– ألم يسأل أي مسؤول عربي نفسه من هو حتى يطلب من نظام عربي آخر أن يترك الحكم وبلده ويذهب ••¿¡¡
– وعلى أي منطق استند ••¿¡¡
– ومن هو ليطلب ذلك ••¿¡¡
– وهل استفتى الشعب السوري بذلك ••¿¡¡
– وهل إذا طلبت منه دولة أو عدة دول فعل نفس الأمر سيفعل ••¿¡¡

أننا نستهجن هذا التغني الكبير بالشعوب العربية والمزايدة بحقوق الإنسان والضمير الإنساني ••¡¡ والذي كان من المفترض أن ينعكس على الأوضاع الإنسانية بالعراق •• والصومال •• وفلسطين •• ولملمة جراح هذه الشعوب بدلا من تفجير فتنة وسط سورية ليتم تصديرها إلى الدول الأخرى •

وكنا نتمنى لو إن هذه الأموال وهذا الدعم الذي تسخره بعض الدول في دعم وإثارة الفتن بين الشعوب العربية وأنظمتها قد تم استغلاله لدعم برامج الإصلاح والمعيشة والاستثمار في كثير من الدول لكان هذا أصلح وأفضل لهذه الشعوب•

اخيراً نقول •• لو اجتمع العرب على الكيان الصهيوني المحتل كما اجتمعوا على سورية لتحررّت فلسطين خلال ساعات ••¡¡

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock