مقالات

 الدكروري يكتب عن الأمنية العظيمة المستحيلة

 الدكروري يكتب عن الأمنية العظيمة المستحيلة

 الدكروري يكتب عن الأمنية العظيمة المستحيلة
بقلم/ محمـــد الدكــــروري
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين فالكون كله ناطق بحمد الله تعالى، قائم بحمده، وكل موجود شاهد بحمده، إرساله رسوله بحمده، إنزاله كتبه بحمده، الجنة عمرت بأهلها بحمده، النار عمرت بأهلها بحمده، وما أُطيع إلا بحمده، ولا تتحرك في الكون ذرة إلا بحمده، وهو المحمود لذاته وإن لم يحمده
inbound7045972080872771397
العباد، فله الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله، وإليه يُرجع الأمر كله، أما بعد، أتمنى أن أرجع الي الدنيا، قالها الصحابي الجليل جابر بن عبدالله عندما قال لَقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي “يا جابر، ما لي أراك منكسرا؟ قلت يا رسول الله، استشهد أبي، قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا، قال “أفلا أبشّرك بما لقي الله به أباك؟ قال قلت بلى يا رسول الله.
قال “ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال يا عبدي، تمن علي أعطك، قال يا رب، تحييني فأقتَل فيك ثانية، قال الرب عز وجل إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال يا رب، فأبلغ من ورائي، قال وأنزلت هذه الآية ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا” رواه الترمذي، وتعرف الشهادة في سبيل الله على أنها موت المسلم خلال جهاد الكفار بسبب من أسباب قتالهم قبل انتهاء الحرب، كالذي يقتله كافر، أو يقتله مسلم خطأ، أو يرتد عليه سلاحه فيقتله، أو يسقط من مرتفع فيموت، أو ترفسه دابته فيموت، أو يقتله مسلم باغ استعان به أهل الحرب، وبشكل أساسي يطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها. 
أم جهاد دفع أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله” وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال، قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله “البخارى، وإن لسبب تسمية الشهيد شهيدا، فإن للعلماء في ذلك أقوال شتى منها لأنه حي، فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة، أو لأن الله ورسوله وملائكته يشهدون له بالجنة، أو لأنه يشهد أى يرى عند خروج روحه ما أعدّ له من الكرامة، أو لأنه يُشهد له بالأمان من النار. 
أو لأن ملائكة الرحمة تشهده عند موته، وتشهد له بحسن الخاتمة، أو لأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره، أو لأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه، أو لأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل، وقد قال الإمام السهيلى رحمه الله ” وأولى هذه الوجوه كلها بالصحة أن يكون فعيلا بمعنى مفعول، ويكون معناه مشهودا له بالجنة، أو يشهد عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما قال “هؤلاء أنا شهيد عليهم” أى قيم عليهم بالشهادة لهم، وإذا حشروا تحت لوائه، فهو والى عليهم، وإن كان شاهدا لهم، فمن هنا اتصل الفعل بعلى، فتقوى هذا الوجه من جهة الخبر، فدل على أن الشهيد مشهود له، ومشهود عليه، وهذا استقراء من اللغة صحيح، واستنباط من الحديث بديع، فقف عليه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock