دين ودنيا

الصدق قول الحق

محمد الشيخ عضو الهيئة العالمية للاعجاز العلمى فى القرآن والسنه
الشرقيه

الصدق في الإسلام قال النبي الكريم قال في حديثه الشريف عمل الجنة الصدق وقال أربع إذا كن فيك لا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة

تعريف الصدق

الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع والصدق يعد من محاسن الإيمان ودعا الإسلام كافة إتباعه حتى يكونوا صادقين.

مقدمة عن الصدق

الصدق من أهم الصفات الخلقية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان والأديان السماوية والمذاهب الوضعية أكدت على فضيلة الصدق وأن المتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أن الصدق صفة لازمة للأنبياء والمرسلين والمؤمنين كما أن فضيلة الصدق تشمل جميع مناحي الحياة حيث تكون في القول والعمل وفي تحقيق مقومات الدنيا.

مفردات الصدق في القرآن

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن القرآن تحدث عن مخرج الصدق ومدخل الصدق ووعد الصدق ومبوأ الصدق ولسان الصدق.

وأضاف جمعة أن القرآن الكريم ذكر مدخل الصدق ومخرجه في قوله تعالى وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ فالخروج لمساعدة المحتاج هو مخرج الصدق والخروج للمعصية هو مخرج الكذب.

القرآن تحدث كذلك عن مبوأ الصدق فقال تعالى “وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وهو المنزلة الحسنة في الدنيا وعن مقعد الصدق وهو المنزلة الحسنة العالية في الآخرة وهو الجنة وكذلك تحدث عن وعد الصدق وهو الجنة وتحدث القرآن عن لسان الصدق وهو الثناء الحسن فقال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وقال تعالى وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا” كما قال تعالى وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق

درجات الصدق

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن الله سبحانه أخبر أن الكذب فعل الكافرين فقال عز من قائل إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ

وقال جمعة عبر صفحته على فيسبوك إنه لم يقتصر الأمر على طلب الصدق من المسلم فحسب بل أمر الله تعالى أن يكون المسلم دائما مع الصادقين فقال سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ

وتابع
وليس الصدق هو قولك الحق وحسب بل من الصدق أيضًا أن تصدق بالله وكلامه وقد أمر الله بذلك النوع من الصدق في قوله تعالى .قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ

وواصل.
وأخبرنا ربنا أن أعلى درجات الصدق هي كلماته سبحانه وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ.
وقال ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم: «عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ

وأردف
وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يسأله الصدق في المدخل، والمخرج في هذا الحياة الدنيا وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا

وأشار إلى أن الله تعالى أخبر أن الصدق منة يمتن الله بها على عباده الصالحين، وأنبيائه الكرام عليهم السلام فقال وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياًّ

واستطرد.
وأخبر القرآن الكريم حكاية عن إبراهيم عليه السلام سؤال ربه الصدق دائما وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِين
وأخبر سبحانه حكاية عن موسى أنه يحتاج إلى من يصدقه، ويخشى من المكذبين له ولرسالته، فقال تعالى: «وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ

وألمح إلى أن الله سبحانه وتعالى بين أن الفتن والابتلاءات لا تكون إلا لتمحيص الناس، ومعرفة الصادقين والكاذبين فقد قال جل وعلا: «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ
وقال سبحانه: «لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا
مؤكدًا أنه في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى الصدق.

أنواع الصدق
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الإمام الغزالي تكلم عن أنواع الصدق وفندها في خمسة أنواع.

وأضاف جمعة، في تصريح له، أن النوع الأول أو الدرجة الأولى: صدق اللسان؛ فاللسان يجب أن يكون صادقًا أورد عدة أحاديث تبيّن ما هو الصدق، وما هو الكذب منها حديث رسول الله ﷺ «ليس بكذّاب من أصلح بين اثنين فقال خيرًا أو أنمى خيرا»، متابعا: “يقول الرجل لأخاه عن شخص أخر يريد الصلح بينهما: يا راجل ده بيمدح فيك، ده بيقول فيك شعر وهو ما بيقولش ولا حاجة، لكنه ما بيوقعش بين الناس ده مش كذاب، ده نوع من أنواع الإصلاح وليس نوعًا من أنواع الكذب.

أما الدرجة الثانية : الصدق في النية ، والدرجة الثالثة أو النوع الثالث: الصدق في العزم، في التوجه، في القصد المؤكد .

أما الدرجة الرابعة: الوفاء بالعهد، مدح الله تعالى الذين يوفون بعهدهم يقول: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ ،وهناك الناس التي تخون أو التي ضد الوفاء ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.يعني كأنه قد كذب في العمل لأنه خان هذا، والدرجة الخامسة : الصدق في الأعمال.

ويمكن أن نقسم هذه الأقسام الخمسة إلى اثنين: قسم السر وقسم العلن، هو تكلم عن اللسان، عن النية، عن العزم، عن الوفاء بالعهد، عن العمل، فهناك أشياء عن الوفاء بالعهد الناس تعرفها وتراها ، اللسان الناس تسمعه، النية والعزم في السر ، ولذلك هو أورد بيتين :
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى * فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سرًا فما له * على سعيه فضلٌ سوى الكذب والعنا

وتابع: إذا أصبح باطنك مثل ظاهرك استوجب ذلك الثناء من الله، والثناء من الناس، وإذا الإعلان خالف السر ونوع من أنواع النفاق فأنت فضّلت الكذب على الصدق، إذًا الصدق قد يكون باللسان، وقد يكون بالعمل ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ إذًا الصدق ليس في اللسان فقط، بل أيضًا في موافقة السر للعلن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock