دين ودنيا

الدكروري يكتب عن ثمرات مراعاة حق الجار

الدكروري يكتب عن ثمرات مراعاة حق الجار
بقلم / محمـــد الدكـــروري

حين لا يبغي بعض الناس على بعض، ولا يستذل بعضهم رقاب بعض، وحين يتحقق الأمن للضعفاء الذين لا يملكون عن أنفسهم دفاعا، ويكف الباغي عن بغيِه ويجنح إلى السلم حينئذ يُحرّم الإسلام الحرب تحريما، ويدعو إلى السلم فورا، ويتضح لنا أن فلسفة السلام في الإسلام ترتكز على أن السلم هو القاعدة والمنظومة الرئيسة التي جعلها الله في الوجود، والحرب ضرورة لتحقيقِ خير البشرية لا خير أمة، ولا خير جنس أو فرد فقط، وإنما ضرورة لتحقيق المُثل الإنسانية العليا التي جعلها الله غاية للحياة الدنيا، ضرورة لتأمين الناس من الضغط، وتأمينهم من الخوف أو الظلم، وتأمينهم من الضر ضرورة هامة لتحقيق العدل المطلق في الأرض فتصبح إذن كلمة الله هي العليا، وإن من ثمرات مراعاة حق الجار هو أن يقبل الله عز وجل شهادة جيرانه في حقه بالخير.

ويغفر له ما لا يعلمون وفي ذلك روى أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين، إلاَّ قال قد قبِلت فيه علمكم فيه، وغفرت له ما لا تعلمون” وأيضا من ثمرات مراعاة حق الجار أنها سبب رفع منزلته في الدنيا، لأن الإحسان إلى الجار والكف عن أذيته من مكارم الأخلاق التي تعد شرطا في المروءة، وأيضا من ثمرات مراعاة حق الجار هو أنها سبب رفع منزلته عند الله عز وجل، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “خير الأصحاب عند الله عز وجل خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره” وأيضا من ثمرات مراعاة حق الجار هو أنها سبب سعادة المرء، وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم “أربع من السعادة، المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء”

فإن حقوق الجار انسحقت في هذه الأزمان عند كثير من الناس، فعمّ أذى الجيران، وفشت الخصومات، وقامت المكائد والشتائم والسخائم بشتى الألوان والأشكال، وإن هناك من الجيران هو جار سوء كشف على محارم جاره، آذاه بفعاله وكلامه، أرسل أبناؤه لمكيدة الجار وضره، لا يعرف الوداد والإحسان ولا حق الجار والإخوان، ونسى قول النبي صلى الله عليه وسلم “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه” رواه البخارى ومسلم، وبوائقه هى شروره وأذاه، فإننا نشاهد زمنا كثرت خطوبه، واشتدت نكباته، غابت الأخلاق، وانعدمت المروءة، وقلّ الوفاء والشهامة والمعروف، يود المسلم بذل نفائس الأشياء ليظفر بجار مسلم صالح، يُدرك معروفه, ويرى خيره، ويأمن على محارمه ويعينه على طاعة الله عز وجل، وإن من رغد العيش وطيب الحياة.

وتمام السعادة، حصول الجار الصالح المبارك في هذه الأيام، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أربع من السعادة المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء” رواه ابن حبان، فاتقوا الله واحرصوا على تنفيذ وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بمراعاة حقوق الجيران، وترفعوا عن كل ما يؤذي الجيران ويضرهم، واعلموا أن من السعادة أن يكون الجار صالحا، فكونوا ذلك الجار الذي يحقق السعادة لجيرانه، كما قال صلى الله عليه وسلم “أربع من السعادة المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock