دين ودنيا

“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”

بقلم / هـاجـر الـرفـاعــي
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الذي لبس المجد وتكرم به بسم الذي تعطف بالعز وقال به بسم الذي خلقنا من نفس واحدة ثم بث منها رجالا كثيرا ونساءا وصلاة وسلاما على صدق مع الله وأدى الامانة وبلغ الرساله ففتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا حتى تركنت على المحجة البيضاء ليلها ڪنهارها لا يزيغ عنها الا هالك فصلاة ربي وسلامة عليك وعلى آل بيتك الاخيار الاشراف رضي الله عنهم بإحسان الى يوم الدين… إن الله عز وجل هو الخالق وهو المصور والعالم والعلم كله عنده سبحانة أن سيكون من
هذه الامة من يصدقون ومن يكونون أوفياء لما عاهدوا المولى عليه فجاءت الايه الكريمة العظيمة موضحة لنا هذا الحديث في سورة الاحزاب بسم الله الرحمن الرحيم “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” فجائت التفسيرات جامعة على ان هذه الاية الكريمة تنص ان من المؤمنين رجالا يستحقوا لفظ الرجال كما جاء تفسير السعدي: “ولما ذكر أن المنافقين، عاهدوا اللّه، لا يولون الأدبار، ونقضوا ذلك العهد، ذكر وفاء المؤمنين به، فقال:
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ } أي: وفوا به، وأتموه، وأكملوه، فبذلوا مهجهم في مرضاته، وسبَّلوا أنفسهم في طاعته.{ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ } أي: إرادته ومطلوبه، وما عليه من الحق، فقتل في سبيل اللّه، أو مات مؤديًا لحقه، لم ينقصه شيئًُا.{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ } تكميل ما عليه، فهو شارع في قضاء ما عليه، ووفاء نحبه ولما يكمله، وهو في رجاء تكميله، ساع في ذلك، مجد.{ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } كما بدل غيرهم، بل لم يزالوا على العهد، لا يلوون، ولا يتغيرون، فهؤلاء، الرجال على الحقيقة، ومن عداهم،
فصورهم صور رجال، وأما الصفات، فقد قصرت عن صفات الرجال.”فكهذا ما يجب ان نكون جميعا نعم ان نكون من المؤمنين الصادقين مع المولى سبحانه وتعالى ليجزيهم أفضل مما كانوا يعملون ولنعلم جيدا ان الله عز وجل لا يجازينا بما نفعله بل بأكثر وأكثر مما نفعلة فهو اللطيف والحنان المنان على عبادة الصالحين لأن الله سبحانه أتبع هذه الاية بأية الثواب للصادقين والعقاب للمنافين الذين يمتنعون عن التوبه فقال بسم الله الرحمن الرحيم: “لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا”
وأيضا جاء التفسير الميسّر “ليثيب الله أهل الصدق بسبب صدقهم وبلائهم وهم المؤمنون، ويعذب المنافقين إن شاء تعذيبهم، بأن لا يوفقهم للتوبة النصوح قبل الموت، فيموتوا على الكفر، فيستوجبوا النار، أو يتوب عليهم بأن يوفقهم للتوبة والإنابة، إن الله كان غفورًا لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا، رحيمًا بهم؛ حيث وفقهم للتوبة النصوح.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock