مقالات

الدكروري يكتب عن إعادة البسمة إلى شفاه المحرومين

الدكروري يكتب عن إعادة البسمة إلى شفاه المحرومين

الدكروري يكتب عن إعادة البسمة إلى شفاه المحرومين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، لقد كان الصالحون من هذه الأمة، إذا وجدوا فرصة لنفع الخلق، وإغاثة ملهوفهم، فرحوا لذلك فرحا شديدا وعدوا ذلك من أفضل أيامهم فلله درهم، كم شيدوا من المكارم؟ وكم بذلوا من معروف؟ فكان سفيان الثوري رحمه الله ينشرح إذا رأى سائلا على بابه ويقول “مرحبا بمن جاء يغسل ذنوبي
inbound877265459031510351
” وكان الفضيل بن عياض رحمه الله يقول ” نعم السائلون، يحملون أزوادنا إلى الآخرة، بغير أجرة حتى يضعوها في الميزان ” وكم في مجتمعنا من أولئك المحتاجين الذين لا يسألون الناس، ولا يمدون أيديهم عفة وحياء؟ فحري بأمثال هؤلاء أن يتفقدهم الناس ويكفونهم ذاك السؤال، وما أحسن ما قاله معمر رحمه الله.
” من أقبح المعروف أن تحوج السائل إلى أن يسأل وهو خجل منك، فلا يجئ معروفك قدر ما قاسى من الحياء، وكان الأولى أن تتفقد حال أخيك وترسل إليه ما يحتاج، ولا تحوجه إلى السؤال” فما أجدر المسلمون في المكان الواحد أن يعملوا بمبدأ التكافل والتعاطف بينهم، فيجعلوا للمعسرين والمحتاجين في حيهم حيزا من تفكيرهم، ومكانا في اهتماماتهم، بحيث يكون هناك سعي حثيث، وتفكير جاد مصحوبا بخطوات عملية، من أرباب تلك المنطقة وكبار الوجهاء والعقلاء فيها، بالتنسيق مع إمام المسجد للخروج بحلول كفيلة بأن تعيد البسمة إلى شفاه هولاء المحرومين وترفرف البهجة في نفوس أولئك المكلومين، وقيل بعد غزوة حنين يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة والمواقف في جبر خواطر الأنصار ويرضيهم ويهديهم أجمل هدية. 
حيث أنه لما أعطى صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا، في قريش وفي قبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ؟ حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم لقد لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم، لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال يا رسول الله ما أنا إلا من قومي، قال “فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة” قال فخرج سعد، فجمع الأنصارفي تلك الحظيرة، قال فجاء رجال من المهاجرين فتركهم، فدخلوا.
وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا له أتاه سعد، فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال “يا معشر الأنصار ما قالة، بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم، قالوا بلى، الله ورسوله أمن وأفضل، ثم قال صلى الله عليه وسلم “ألا تجيبونني يا معشرالأنصار ؟ قالوا بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل قال صلى الله عليه وسلم “أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم ولصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم.
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار” قال فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرقوا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock